أعتقد أن تقديم البضاعة المُنتجة قبل عدة أيام في مقدمة الثلاجة لتكون سهلة التناول، وجعل المُنتجة بتاريخ اليوم في آخر الصفوف (لتصريف) التواريخ السابقة، ضرب من ضروب التدليس والخداع، التي تمارسها الشركات الكبرى بتواطؤ من أصحاب البقالات والسوبر ماركات داخل الأحياء وعلى الطرق!
إنها أزمة ثقة بين البائع والمشتري في معظم بقالاتنا، أصبح منظر (كراعين المواطن) وهي تلوح في السماء، وقد غاص بجذعه الأعلى داخل الثلاجة منقباً عن علبة لبن أو زبادي (بتاريخ اليوم) أمراً مألوفاً، بل هناك من يصطحب (طفله الصغير) ليكون أسرع بحثاً في الصفوف الخلفية وعلى طريقة: هاه بشِّر؟! بُه تاريخ النهارده؟!
يا جماعة والله عيب، متى يختشي التجار؟! ويرتدع مندوبو الشركات الكبرى المنتجة للعصيرات والألبان من التدليس على المواطنين؟! المشكلة أن البائعين في البقالات يقولون: هذه الثلاجة (تابعة للشركة المنتجة)، ومن يقوم بترتيبها وصف البضاعة فيها كل يوم هم (مندوبو الشركة)، ونحن لنا (هللات فقط) في علبة اللبن أو العصير أو الزبادي، وهذا يدل على أن ما يحدث يومياً هو (غش مخطّط له) من قِبل الشركات الكبرى، التي تسعى لتصريف البضاعة ذات التاريخ الأقدم، عبر تعيين مندوبين لهذا الغرض؟!
على وزارة التجارة، والأمانة إيجاد طريقة لوقف هذا التدليس!
أعلم أن البضاعة المباعة صالحة وغير منتهية، ولا توجد مخالفة من بيعها طالما أنها صالحة للاستخدام ولم تنته بعد، ولكن لماذا يتم التغرير بالمشتري في طريقة عرضها، ليأخذها بينما البضاعة المنتجة اليوم وبنفس السعر يتم حجبها؟!
في أحد الشوارع الشهيرة بالرياض هناك 20 محلاً تقوم ببيع (مواد غذائية) بـ 25% من سعرها في المحلات الأخرى، وأحياناً تصل العروض على المعلبات والحليب والسكر والرز والمعكرونة وجميع مقاضي رمضان 10% من سعرها، لتجد الإخوة المقيمين والمواطنين (طق عصي) أمام هذه المحلات حمّل يا ولد يا بلاش!
كل هذا أمام مراقبي البلدية، مواطن يشتري شد (تطلي رمضان) فيه 68 شريحة، بربع سعره لأنه بقي في صلاحيته 10 أيام، ورمضان باقي عليه 18 يوماً!
يا وزارة التجارة.. يا أمانة الرياض: في أوروبا والدول المتقدِّمة، ما بنشوف الكلام ده!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com