ظلماتٌ لجيّة الظلمات
أيّ ماضي يا أمتي.. أي آتِ؟!
أيّ حال يا أمتي نحن فيه
أي وحل طما على الخطوات
كيف صرنا مليونَ ألف فريق
فأضعناكِ في هوى النزّعات
كلّ رهط، في زعمه أنه الأرفع قدرا، في سدّة المكرمات
وهو عند السماء خيرُ البرايا
وسواه مُستهجَن العثرات
أمتي، الحقد والخصام سلوكّ
لا ينجيكِ من ضلال الشتات
***
ليس يكفي لغابر المجد ذكرٌ
ليس يكفي توَقّد الزفرات
ضاع منا جنى العصور هباء
ومضغنا في يأسنا الحسرات
عهدُنا كان للشعوب مثالاً
زاخرا بالكواكب النيّرات
من عقول تولِّت العلم طفلا
وحَمَته من شائع الترهات
وقلوب تستقرب الموت عجلى
في اكتساب العلى وصنع الحياة
***
أمة العزم، والرهان على الحق، فلا، لن تظل رهن السبات
سوف ترقى وتستردّ مداها
وتداوي أدواءَها بالثبات
سكن الحقَ روحَها يوم أرادت
أفق المستحيل بالمعجزات
بفتوحٍ مضت تجرّ الليالي
مثقلاتِ بأشرف الهبوات
وكتابٍ حَبَى الخلائقَ شرعا
صائبَ الحكم في اختلاف الهداة
هي أصل الوجود أمّة طه
صانها الله من أذى النكبات
كي تعود الرايات خفاقة غراء في الخافقين قبل الفواتِ