عندما يقف الشاعر على الأطلال المهجورة يدور حوار من نوع خاص بين الشاعر والمكان والجدران والأبواب والنوافذ الذي يرفع من قدرها وقيمتها المعنوية ويسمو بها أخلاق وكرم ونبل أهلها (الغائبين) وسيرتهم العطرة ومكانتهم الاجتماعية المرموقة، ويثبت لنا الشاعر أن أسرة المالك وعميدها - رحمه الله - تسكن وجدان وذاكرة محافظة الرس كما تسكن الروح الجسد.
يا قصر ياللي لك على غيرك النوف
جيتك وانا ادري ما به أحدٍ بقابك
راحوا هلك ما بين رحّال واحتوف
لا واسفا فيهم الا واسفا بك
ارجال وقفتهم تقل سلة اسيوف
وكلامهم للضيف اقلط هلابك
يا قصر بك ملجا عن الجوع والخوف
وكل النقايص ما تجيك وتهابك
يا ما لفوا ديوانك اجناب وضيوف
وياما فتحت لكل ملهوف بابك
بانيك شيخٍ له على الرس معروف
شيخٍ سما بالطيب جوده سما بك
بيمنى الكرم يعطي الردى سبعة كفوف
ولو انت خصمه فزّلك واحتفابك
ويا قصر بظلالك سكن كل ملهوف
وهيبة حمد طول المدى في رحابك
زعيم قومٍ لا وقف قامت اصفوف
وقالوا له ابشر سم يسلم جنابك
حكيم حازم بالمهمات مالوف
يحل المشاكل قبل احباله تشابك
مرحوم من في خدمة الناس مكلوف
الله بدار الحق يجزل ثوابك
بجنات عدن وبالملذات محفوف
انته ومن خلّفتهم واللي جابك
وصلات ربي عد من حج ويطوف
عليك ياللي للخليقة هدابك
الشاعر/ سليمان الصويان - الرس