الإنسان لم يخْتَر المدن والشوارع والمدرسة والبرد والحرّ وملوحة الماء. هو كينونة تبدأ في التخطيط لاستقلاله عن الآخرين، وهو ما لم يكن مصير إنسان فإننا لا نلبث وقتاً حتى نبدأ بالأسئلة التي لا تروي عطش المعرفة لدينا، بل إنها تزيد من ارتباكنا وتتناسل بشكل عجائبي، وخلف كل كتابة إنسان يمكنه السيطرة على سرعة ماكينة أسئلة الاستقلال، ولكنّ الطيور السوداء - رمز الموت والتشرد -
تمارس مهمة التقليل من قيمة أيّ خطوة جيدة يخطوها إنسان يجري في عروقه (دم) الحياة تجد من يزعم أن هذا السالك الطريق للحرية سينكسر كأي غصن لمسة العصفور تلقي به بعيداً. وما دام هنالك حياة كاملة وراء أيّ حدث ولو كان في توقفك عن الكتابة لتشرب الشاي وترخي عضلات يديك وتبدأ حلمك الأزلي (أن تكون واقفاً في الطريق فيتساقط منك العرَق إن قال عابر إنك لست تشبه شيئاً ولذا لن نثقل عليك). وإن السؤال عن خلفية المادة التي تتمظهر الآن على شكل مقالة مكتوبة. كتابة مرّت بالمَطْهَر كيْ تنال شرف التصوير بجانبك ربما كنت أقصر منهم جميعاً وتلك ستلد مأساة تشبه مآسي القرون الوسطى منذ أن قالت لهم عقولهم الخربة إنكم تستحقون عيشة مختلفة عن الآخرين، وقبل سؤاله عن مدى هذا الاختلاف؟ وعمَّا هو وراء الأكمة. عن كل شيء يمكنه التنفس وتدق ضربات قلبه وتسمع خرير الدم في شرايينه الدقيقة. فهل بقي إذن حياة مستقلة عن كل آخر! ولتعبئة الفراغ لنختلق حكاية ما. ولكم الحقّ في تأليف قصة مأسوية أو تحتوي على عبارة (الله يرحمه) كون هذه نهاية مثالية لقصة حب عربية! وما دام فينا عرق ينبض.
فسنظل أوفياء للموتى كعادتنا التي تسير بحكاياتها الركبان ويمكننا أن نغتصب بإحدى عينينا مشاهد للعنف المتستر بالاستعلائية المسرحية التي نجيد أن نحفظها (صمّ). ولأننا في الواقع يمكننا مع بعض المساعدات الخارجية أن نتحمَّل كل فوضى يلدها نظام. ولسنا نقول عن الأنظمة إنها تساهم بجدية قلوبنا إنها أنظمة سيئة، فربما نكون (نحن) مواطنين سيئين! وتلك مصيبة وليست اختلافاً. وكل عام ونحن بخير.
(هذا زمن العنب الأسود والغدّارات السود) يقول الجنوبيّ (أمل دنقل) كان هذا الـ (سرحان بشارة سرحان) الذي لا أعرف إن كان لا زال حيّا أو مات صامتاً كما يفعل الرجال. لأن (سرحان بشارة سرحان) لم يكن يريد من أيّ عرقٍ كان أن يزدري أحداً بسبب عرقيهما. لم يكن ثمة زمن للتفكير في بطولة شخصية.
أتعلمون أيها الخلق العميم من هو المخطئ في قضيتنا مدار النقاش؟! إنه شخص تتمنون أن تقابلوه. فهو رجل وسيم وذو صدر ناهد للأمام وأزرار ثوبه مفتوحة حتى يبين منها شَعْر صدره! ولا تلومنّه فربما كان لا يملك أمام أن صعق بمرأى مسافرات، وعلى خطوط السعودية. وربما لم يجد بعد بحث طال خمسة وأربعين عاماً سوى اندفاع جانبي صدره إلى الأمام. ويقولون إن الشعر خير علاج للسخف المتمظهر في أن تصادف في كل مرّة رجلاً أبتلى بوسواس النساء! لأنه ليس مؤهلاً لقيادة أسرة! وطالما تساءل أحد عن هويتنا الحقيقية! لأن لنا مميزات في طريقة الحوارات التي نخوضها حتى الغرَق ونخرج وقد صرنا أضحوكة للمتآمرين وموضع سخرية الذين يقعدون على المقاهي يتحدثون عن الناس، وكأنهم ليسوا أناساً! وعندما يتحرك الوطن العربي صوته القوي المهيب رأينا كيف تساقط حكّام دول كبيرة كانوا وإلى يومنا هذا. أقول قولي هذا، واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو التوّاب الرحيم.
hjarallah@yahoo.comحائل