|
كتب - محمد عبدالرحمن:
لم يكد الجمهور يخرج من صدمة «حبيبي برشلوني» للفنان الإماراتي حسين الجسمي، حتى فاجأهم قبل أسابيع بصدمة «سلبية» أخرى، تمثلت في طرحه أغنية جديدة سمّاها «حلّوا عن سمانا».
حسين الجسمي بالإضافة إلى مميزاته كفنان يمتلك حضوراً وانتشاراً وصوتاً جميلاً، يصنّف في خانة الفنانين الأذكياء الذين يعرفون من أين تؤكل «الأغنية»، لكنه هذه المرة يتراجع بشكل مخيف، باختياره نصوصاً ركيكة وألحاناً «تعيسة» لا تتناسب مع فنان يختار أعماله بعناية.
إن انجراف حسين الجسمي خلف موجة الملحن فايز السعيد، هي بلا شك تسير ضمن انحدار الأغنية الخليجية التي قد تهتز مكانتها على يد السعيد الذي «يبعث» كثيراً، بل وفعل، مع نفسه أولاً ثم مع مجموعة من الفنانين الخليجيين.
نحن ننتصر أولاً للأغنية «الرزينة» ثم للفنان الذي يحافظ عليها ويبحث عنها، وقبل ذلك كلّه يهمنا الجمهور العريض الذي يستنكر مثل هذه الخطوات التي بدأت تنتشر في الأوساط كما النار في الهشيم.
إننا اليوم أمام «مأزق» حقيقي، وفي مواجهة موجة غنائية تعيسة.. لم نكن نأمل أن يكون حسين الجسمي يتزعمها أو يلتفت لها، لكن ربما اليوم يسيطر الملحن أو الكاتب «المنتج» على مفاصل الأغنية الخليجية ليسير بها نحو «قبو مظلم»، والأدهى والأمرّ أن من يسير بها هو فنان كبير بحجم حسين الجسمي.
لن يندم حسين الجسمي اليوم على هذه الأغاني «السخيفة» التي يقدمها لنا، ولكنه حتماً، سيفعل بعد سنوات، لأن التاريخ لا يرحم ولن يرحمه حين يحاول التنصّل منها.
إن حسين الجسمي الذي طالما قدم لنا أغاني رائدة وملامسة لأحاسيسنا، والذي طالما ارتقى بذائقة الجمهور الخليجي والعربي، هو ذاته الذي «أفسد» الذائقة بأغاني لا تعدو كونها «لعب عيال».