تمثل الإجازة مشكلة عند كثير من الأسر نتيجة طول فترتها وضعف وسائل استثمارها وعدم قدرة الكثير من الأسر على قضاء خلد فترتها في رحلات سياحية خارج المملكة.
وفي مثل هذه الحالة فإن الإجازة تسبب خسائر ليست مادية بل معنوية لأن قضاءها سيكون داخل المنازل وتكون التسلية البحث عن الطعام والشراب من المطاعم والسهر في مشاهدة القنوات التلفزيونية أو ممارسة الألعاب من خلال الأجهزة الإلكترونية المتنوعة. وتنتهي الإجازة ويكون الفرد مثقلاً بسبب الخمول وعدم الحركة وقد تساعد الأجواء في بعض المدن الحارة وشدة الحرارة على عدم الحركة، وفي المقابل أيضاً قد تكون هناك في المدن الساحلية فرصة للخروج إلى الشواطئ لقضاء الوقت فيها ولكن أيضاً تكون الفائدة والمنفعة ضئيلة لأن الروتين نفسه سوف يتكرر في الشاليهات والكبائن، سهر في الليل ونوم في النهار يتخللهما الكسل والبحث عن الطعام والشراب.
إننا نحتاج إلى ثقافة إجازات تنبع من معطيات العصر وتنبع أيضاً من حاجتنا إلى استثمار قدرات الإنسان الفكرية ومن ثم لماذا لا نركز على خطط لتنمية العقول في الإجازة وتوفير المعرفة العلمية من خلال وسائل الجذب التي تدفع الكبار والصغار إلى البحث عنها، وهذا يتمثل في توفير التجهيزات والأماكن المناسبة ومن مثل هذه الوسائل الإكثار من عرض الأفلام العلمية والثقافية في المدارس والجامعات وحتى في الأسواق العامة إذا وجدت أمكنة مناسبة وأيضاً الإكثار من المحاضرات المبسطة الجاذبة التي تبين جوانب كثيرة من ثقافة العصر خاصة العلمية منها التي تنمي العقول وتدفع إلى التفكير والاستفادة والمعرفة، ومن تلك المناشط التوسع في تنشيط القراءة وإجراء المسابقات المفتوحة المتنوعة وليست المركزة على نمط واحد، ثم من الوسائل التي تساعد على توفير المتعة والمنفعة والترفيه نشر الرحلات الجماعية بأسعار مخفضة عبر الطيران نحو أماكن الآثار والطبيعة في نجران والعلا والطائف وأبها وغيرها من المدن الأخرى التي تملك وسيلة جذب لتوفر الآثار وما يستحق المشاهدة من المناظر الطبيعية أن لدينا خيارات واسعة ولكننا ضيقناها إما بالجلوس في المنزل أو في السفر خارج البلاد.