|
القاهرة - علي فراج - علي البلهاسي:
أدى خطاب الرئيس المصري محمد مرسي إلى مزيد من الاحتقان السياسي حيث شن السياسيون والإعلاميون والقضاة هجوماً حاداً على تلاسن الرئيس بحق بعض الشخصيات والتشكيك في مؤسسة القضاة والإعلام والقوى الثورية وإلقاء التهم جزافاً بحق معارضيه، فيما اعتبر البعض، أن الرئيس مرسي حاول استعطاف عدد من المواطنين لعدم المشاركة في 30 يونيو، رغبة في إفشال المظاهرات التي ستخرج ضده للمطالبة برحيله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، إلا أنهم أكدوا أن الخطاب لم يغير في الأمر شيئاً، وأنهم ماضون في طريقهم نحو 30 يونيو لاستكمال أهداف الثورة التي تعيقها سياسات الرئيس وجماعته، حيث قال حسين عبد الغني القيادي بجبهة الإنقاذ المعارضة: «نشكر السيد الرئيس على خطابه الذي سيذكره التاريخ، وسيسبب نزول المصريين بقوة لتتمكن من إسقاطه وتستعيد الثورة التي سلبها الإخوان».
في حين قالت مسئولة المكتب الإعلامي لحملة «تمرد»، إن هذا الخطاب لم يغير في الأمر شيئاً لأنه جزء مستنسخ من خطابات مبارك، فكرة الخطابات نفسها التي استخدمها في خطاباته الأخيرة، وأن هذا الخطاب كافٍ أن يحشد المصريين ليوم 30 يونيو، لافتة إلى أن أي تهديدات متخفية لأعضاء الحملة في عبارات مرسي لن ترجعهم عن موقفهم.
وقال خالد المصري، المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل، إن خطاب الرئيس هو خطاب عاطفي، يحاول أن يستعطف أكبر عدد من المواطنين لكي لا يشاركوا في يوم 30 ومحاولة لإفشال اليوم.
إلى ذلك تباينت ردود أفعال عدد من الشخصيات الواردة أسماؤهم بخطاب الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، حيث قال الدكتور شوقي السيد، الفقيه القانوني، محامي الفريق أحمد شفيق، إن خطاب الدكتور مرسي هو خطاب تهديدي حمل جميع معاني انتهاك العدالة ودولة القانون، حيث من غير المعقول أن ينصب نفسه خصماً وحكماً ويسند اتهامات لأشخاص بعينهم دون أن يقدم دليلاً واحداً ضدهم ولا يليق أن يذكر رئيس الجمهورية في خطاب سياسي أسماء معارضيه ويقذفهم بكل هذه الاتهامات. وأضاف السيد أن مرسي أهان القضاة واتهمهم بالتزوير وفي الوقت نفسه أشاد بهم فهو جمع بين المتناقضات في خطاب واحد.
في صعيد متصل وجه قائد الحرس الجمهوري في مصر اللواء محمد زكي رسالة إلى الشعب المصري، أكد فيها على أن قوات الحرس الجمهوري لن توجه أي اعتداء على أبناء الشعب المصري. وقال زكي إنه لا ينتظر ولا يتوقع في الوقت نفسه أن يوجه أبناء الشعب المصري أي اعتداء على قوات الحرس الجمهوري، الذين هم جزء من نسيج الشعب الواحد، مؤكداً أن حق التظاهر السلمي مكفول ومن حق أبناء الشعب المصري التعبير عن رأيهم بكل سلمية. وأضاف أن قوات الحرس تؤدي دورها ومهامها بكل أمانة في تأمين وحماية النظام الرئاسي الذي تم اختياره بواسطة الشعب، وبالتالي فإن قوات الحرس لن تسمح بمحاولة أي فئة باقتحام القصر الرئاسي الذي يعد ملكاً للشعب المصري.
وقد دخل العشرات من أعضاء القوى الثورية والحركات السياسية في اعتصام مفتوح بميدان التحرير «رمز الثورة» المصرية، عقب انتهاء الخطاب الذي ألقاه الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، وذلك للمطالبة برحيل الرئيس وإسقاط جماعة الإخوان المسلمين. ونصب المعتصمون عشرات الخيام في الميدان استعداداً للمليونية الكبرى يوم 30 يونيو التي يريد الداعون لها إسقاط النظام الحاكم.
من جانبها تنظم الأحزاب والقوى الإسلامية المؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي اليوم مليونية تحت عنوان «الشرعية خط أحمر» بميدان رابعة العدوية بالقاهرة، يشارك فيها عدد كبير من الأحزاب والتيارات الإسلامية على رأسها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين.