شهدت قطر تغييراً كبيراً في القيادة السياسية بدأ أولاً بتنازل الأمير حمد بن خليفة عن الحكم لصالح ولي عهده الشيخ تميم، وبعد كلمة ألقاها الأمير الجديد صدر الأمر الأميري بتشكيل حكومة جديدة وبرؤية جديدة.
تميم بن حمد شكر والده الذي نقل البلاد من حال إلى حال، وأوجد لها مكاناً على خارطة السياسة والثقافة والرياضة، وجعل المواطن القطري، في وضع أفضل بكثير مما كان عليه في
السابق، وهذا الأمر لا يستطيع أحد إنكاره. وقدم الأمير الجديد الشكر لطاقم العمل الذي لازم والده طوال ثمانية عشر عاماً، معلناً بداية العهد الجديد بتخطيطه هو ورؤيته وطموحه، مع تقديره وامتنانه لوالده الذي أطلق عليه رسمياً لقب “الأمير الوالد”.
من شاهد تميم بن حمد في الديوان الأميري وهو يستقبل بيعة المواطنين يعرف جيداً أنّ الأمير الشاب يتمتع بذكاء كبير، وبأخلاق رفيعة، حاول أن لا يتقدم على والده في مراسم استقبال المهنئين، إلاّ أنّ والده الأمير السابق أصرّ أن يتأخر ويترك الأسبقية لابنه. ومن استمع أيضاً لخطاب تميم عرف بأنّ القادم للحكم في قطر، يعرف ماذا يريد وكيف يصل لمبتغاه، من خلال النقاط التي عرضها داخلياً وخارجياً، خصوصاً تلك المتعلقة بالعلاقات الخارجية، ورغبته في التواصل الكامل والتكامل التام مع دول الخليج، وتأكيده على أنّ قطر غير محسوبة على تيار كما أنها ترفض ذلك تماماً.
في التعديل الوزاري حضر تميم بن حمد بفريقه هو لتنفيذ رؤيته هو ، ولتأكيد المرتكزات التي قام عليها خطابه الذي رسم توجُّهات المرحلة التميمية، لذا رأينا رئيساً للوزراء يرفض الكلام الكثير، قادم من خلفية عسكرية، ومنضبط، وعُرف عنه الالتزام والإنجاز، وبحسب المتابعين للشأن القطري، سينجح في تلبية متطلّبات المرحلة، لإعادة هيكلة الوزارات والتطوير الإداري وتنويع مصادر الدخل، وإنجاز المشاريع بوقتها دون تأخير.
ونقل لي أحد الأصدقاء، ويتولّى رئاسة صحيفة قطرية ناجحة، بأنّ أول قرار اتخذه رئيس الوزراء الجديد منع التهاني المنشورة في الصحف لشخصه، وهذا يعكس رفض رئيس حكومة تميم للتبجيل المبالغ فيه ولإضاعة الوقت والمال بما لا ينفع، وهذا الأمر يعطي دلالات مبشرة للقطريين.
ذهب من ذهب من الحكوميين، وجاء فريق الأمير الجديد، وأهم من جاء خالد العطية الذي تولى الخارجية القطرية خلفاً لحمد بن جاسم، فهو الأقرب لرؤية الأمير الجديد للقضايا السياسية وخير من يترجم الرؤية إلى أفعال ديبلوماسية مؤثرة، تنعكس بالإيجاب على قطر والمنطقة.
قطر بدأت عهدها الجديد بوفاء لأميرها السابق وأمل بأميرها الجديد، وفتحت قلبها للمستقبل الجميل الذي ينتظرها بإذن الله.. وقطر التي هاتف خادم الحرمين الشريفين أميرها متمنياً له الخير والسداد وأرسل مبعوثه الشخصي النائب الثاني الأمير مقرن لينقل تهانيه وتهاني ولي العهد الأمير سلمان، ستكون في قلب المملكة حكومة وشعباً،، هذا ما سمعته من مسؤول رفيع جاء مهنئاً،، نعم الدوحة والرياض سيسيران في درب واحد تمهده المحبة بلا عثرات بإذن الله.
Towa55@hotmail.com@altowayan