الجزيرة - علي القحطاني:

انعكس موسم الصيف على أداء السوق العقاري ليدخل في ركود مبكر حتى أجل غير مسمى، وذلك بحسب بما أكده متداولون ووسطاء عقاريون، إذ أشاروا إلى انخفاض كبير في عمليتي البيع والشراء. وذكر العقاريون عدة عوامل أخرى أثرت وستؤثر على الحركة اليومية للتداول لعل من أبرزها انتظار ما تسفر عنه الأنظمة العقارية والتي من المتوقع أن يتم تطبيقها على أرض الواقع أما خلال الربع الأخير من العام الحالي أو بداية العام المقبل والعامل الآخر هو توجهات وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية. وقال عدد من المختصين في الشأن العقاري إن السوق يشهد حالياً حالة من الركود والعزوف، باستثناء بعض الطلبات التي لا تكاد تذكر على العقارات السكنية، على الرغم من أن بعضها عبارة عن طلبات غير جادة، الهدف منها معرفة توجهات السوق هل هو نحو الانخفاض أم لايزال متماسكاً؛ ولاسيما في ظل الارتفاع الحالي لأسعار العقارات السكنية؟.. وبيّن المختصون أن الوضع الحالي والركود الذي يشهده السوق ليس بمستغرب، حيث تكاد تخلو الكثير من المدن الكبرى من الباحث عن السكن، ذلك أن الوقت الحالي يعتبر الفرصة الوحيدة للكثير من الأسرة السعودية لقضاء الإجازة الصيفية سواء داخلياً أو خارجياً، بعيداً عن أجواء الطقس الحارة. من جهته قال فارس المنيف متخصص في التسويق العقاري أن المتابع للسوق العقاري في العاصمة الرياض يرى أن هذا الركود زادت مدته، مشيراً إلى أن الإجازة الصيفية ورمضان والعيد سوف تزيد من معاناة الكثير من العاملين في الوساطة العقارية، حيث إن الملاحظ أنها سادت لهجة الاستياء والتذمر بين أوساط العقاريين خاصة الصغار منهم، وتحديداً من يمارسون دور الوساطات من أصحاب المكاتب العقارية التي تعج بها الرياض سواء مكاتب نظامية أو المكاتب المتنقلة، فقد توقف نشاط الكثير من عدد المكاتب العقارية، وتحوّل البعض منها لممارسة أنشطة خدمية أخرى، لتغطية مصاريفها من إيجارات وخلافها.. بدورة قال خالد اليحيى مستثمر عقاري أن من الطبيعي أن تقل التعاملات اليومية في السوق العقاري خلال فترة الصيف ويخف عدد الباحثين عن السكن كما أن المرحلة التي تسبق الصيف تكون التداولات ضعيفة باعتبار أن الكثير من العاملين في السوق العقاري يتمتعون بإجازاتهم بحثاً عن الراحة والهدوء وقد يتخللها بعض الصفقات خارج الحدود عند وجود بعض الفرص العقارية.

وأشار اليحيى إلى أن أي عمل يمر بالعديد من المنحنيات سواء صعودا أو انخفاضاً أو ركوداً ومنها السوق العقاري والذي يحتاج إلى فترة ركود يتخللها بعد ذلك نوع من التقييم وإعادة ترتيب الأوراق لمرحلة جديدة يدخل فيها العمل العقاري في فترة ما بعد الصيف.

من جهة أخرى كشفت جولة ميدانية أجرتها (صحيفة الجزيرة) عن ركود حقيقي مع انخفاض بسيط في بعض المخططات الموجودة في وسط العمران أما البعيدة عن العمران فإن العروض كثيرة والطلب قليل ولكن عدم وجود سعر معين جعلنا نركز عن المخططات التي وسط العمران، والتي لا تزال تقاوم التراجع بالنظر إلى تفوق موقعها، وزاد من الركود الحقيقي تدني مستوى الملاءة المالية خصوصاً للمواطنين الراغبين في الشراء والباحثين عن السكن المناسب، مما أسهم في ضعف حركة الشراء بشكل قوي.. هذا وقد بلغ إجمالي قيمة الصفقات العقارية السكنية المنفذة في كافة مدن المملكة نحو 130 مليار ريال خلال النصف الأول من عام 1434هـ، تمثل نحو 59.8% من إجمالي قيمة الصفقات العقارية المنفذة وبلغ إجمالي مساحتها 300 مليون متر مربع. وقد سجل المؤشر العقاري خلال الأسبوع الماضي في كتابة العدل الأولى في الرياض انخفاضاً بقيمة 1.411.531.527 ريالاً بنسبة 24.24%، وسجل المؤشر العقاري في كتابة العدل الأولى بمكة انخفاضًا بقيمة 1.520.998.727 ريالاً بنسبة 7.19%، وسجل المؤشر العقاري في كتابة العدل الأولى بالمدينة انخفاضاً بقيمة 342.908.835 ريالاً بنسبة 18.25%، وسجل المؤشر العقاري في كتابة العدل الأولى بجدة انخفاضاً بقيمة 906.129.229 ريالاً بنسبة 70.19%.