انتهت المسميات التي كانت متداولة في الوطن العربي تطلق على الكتل السياسية وتصفهم بالقوميين العرب والاشتراكيين العرب والرجعيين وعبارات مثل تقدمي وامبريالي وغيرها ليحل مكانها مسميات جديدة: تكفيري وقاعدي سني وشيعي ووهابي وطائفي.
الوطن العربي بعد 11 سبتمبر 2001م وبعد عام 2003م احتلال العراق من قبل أمريكا وقيام الربيع العربي عام 2011م لم يكن هو الوطن العربي الذي لا يعرف إلا قضية فلسطين صارت له قضايا في كل بلد من بلدانه من شرق إفريقيا السودان والصومال وشمال إفريقيا تونس ومصر وليبيا وجنوب وشرق الجزيرة العربية اليمن والبحرين وحتى بلاد الشام سورية حيث تلاشت الرجعية والانهزامية والقومية العربية لتحل دولة واحدة تحاول أن تفرض أجندتها وثقافتها وتمد عمقها لتتجاوز مياه الخليج العربي هي دولة إيران، والتي ارتبط تاريخها بعداء لا مبرر له وسجلها في التاريخ الإسلامي فقير في نشر الدين الإسلامي منذ أن كسر إمبراطوريتها ومملكة ساسان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أوائل القرن الأول الهجري عندما أطلق الفتوحات الإسلامية لكسر حاجز إمبراطوريتين: مملكة ساسان فارس بالشرق وإمبراطورية بيزنطة في شمال الجزيرة ليفتح الآفاق أمام الدين الإسلامي للانتشار في آسيا الوسطى وشرق آسيا, وأيضا لآسيا الصغرى تركيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا, والشمال الإفريقي والمحيط الأطلسي وإيران لم تسجل انتصارات لنشر الدين الإسلامي.
أصبح العالم العربي بسبب تأثير إيران منذ عام 1979م الثورة الإيرانية قلقا وهي تنفث ثقافتها الطائفية دون توقف، وتحاول تحجيم الانتشار السني الذي قاد الفتوحات ونشر الإسلام عبر أهم دوله التي حكمت العالم الإسلامي الدولة: الأموية، والعباسية (الأيوبية والسلجوقية), والعثمانية. حتى جاء عصر الاستعمار الأوربي الحديث أوائل القرن العشرين في حين أن الدويلات الشيعية لم يكن لها دور فاعل في توسع انتشار الإسلام بدءاً بالفاطمية (العبيدية) ومروراً بالصفوية وحتى الثورة الإيرانية أواخر القرن العشرين, بل إن الدولة الصفوية عاقت انتشار الإسلام في أوروبا عندما شاغلت الدولة العثمانية أثناء تقدمها إلى أوروبا قبيل الحرب العالمية الأولى.
اليوم تغرقنا إيران بمسميات التكفيرية والوهابية وتصف نفسها بالمقاومة, وبالحقيقة أن المقاومة هي مقاومة أهل السنة والجماعة والشاهد قتلهم لعرب السنة في سورية.