رشفة قهوة «ستاربكس» الأمريكية في كل صباح هي عالمي في بلد الغربة حالة من الإدمان لروتين حياة.. كوبي الأخضر على الطاولة سخونة القهوة تبعث دخان كسحاب يتصاعد ليلامس وجهي رائحة البن البرزيلي تنعش الجسد وأنا أستنشقه..
قررت أن أملأ وقت انتظاري لقهوتي حتى تبرد بتأمل الأجساد العابرة للمقهى.. وأنا أقرأ كل الوجوه لا الشقراء صاحبة العيون الخضراء تسحرني بجمالها ولا السمراء الأنيقة تجذبني.. ماهذا الصباح يختلف عن كل الصباحات لا أتذوق الجمال قبل أن أتذوق قهوتي ؟؟!!
في الركن الأيمن طاولة تسرق كل تأملاتي شاب سعودي يرتدي زي نادي الرائد و يتوشح شعاره.. فسألت نفسي أين أنا في «بريدة» و إلا «ستاربكس» بأمريكا ؟؟!!.
القهوة مازالت ساخنة... دون أن أشعر خطواتي تقودني لطاولة الشاب السعودي فقط لأسأله: ما سر ارتداء زي نادي الرائد وأنت في أمريكا ؟؟!!.
فرد قائلاً : اليوم تكريم رمز من رموز النادي هو الرئيس السابق فهد المطوع ؟؟!!.
طيب...التكريم في «بريدة» مو في «ستاربكس» بأمريكا فما علاقتك أنت ؟؟!!
تبسم الرائدي وهو يتصفح جواله فقال هذا السر صورة عنوانها: هدية من أمريكا للرئيس الرمز.
لك أن تتخيل هذا العشق هدية تعبر كل المحيطات لكي تصل بريدة من هذا الشاب المبتعث بأمريكا لتكريم رئيس ناديه السابق أي وفاء يمتلكه جماهير الرائد.. لله دركم من عشاق...!!
صراحة تفاجأت وأول مرة في حياتي أكتشف سر عشق جماهير رائد التحدي هذا الشاب يوسف الصالحي يلقب «أبا كيان» فلذة كبده الاسم «كيان» ليرمز لنادي الكيان الرائد..!!
يا الله أي عشق هذا يا يوسف...؟؟!!
سألته : ماذا قدم فهد المطوع للرائد حتى يستحق كل هذا الوفاء ؟؟!!
فكان رده : يكفيك أنه رمز من رموز الكيان، ولقد ساهم في فترة رئاسته بنقلة نوعية غير مشهودة في تاريخ الرائد و توطيد العلاقات مع جميع الأندية وبناء المستقبل بالاهتمام بالفئات السنية و تعزير دور النادي في الأعمال الاجتماعية و الثقافية فأصبح النادي مطمع لكل النجوم وشارك لأول مرة بتاريخه كأس الأبطال و اختياره لتمثيل الوطن خارجياً وكذلك سعة صدره وهو يفتح قلبه لجماهير النادي فيستمع لكل الأراء مؤيدة أو معارضة فهذا سر حبنا لهذا الرمز.
سألته: بعد رحيل فهد المطوع الرائد بلا رئيس والفترة حرجة قبل بداية دوري جميل فهل من خوف على عشقك ؟؟
وهو يبتسم رد يوسف قائلاً : الرائد لا خوف عليه نادي خلفه رجال مخلصون وجماهير عاشقة والآن اللجنة الخماسية خلية نحل لا تنام من أجل خدمة الكيان والأمور في أحسن حال هذا الرائد غني برجالاته.. ونحن كعشاق وضعنا ثقتنا في أعضاء اللجنة الخماسية، وهم: رئيس أعضاء الشرف ناصر الجفن وسليمان الرميخاني و الرئيس الذهبي عبدالعزيز التويجري محبوب الجماهير، الأب الروحي للرائد، قائد الصفقات و عبدالعزيز المسلم وفهد الربدي... و الأمور من أفضل إلى أفضل وأن مرشح رئاسة نادي الرائد زياد بن نحيت يحظى بشعبية جماهيرية طاغية وبمتابعة إعلامية كبيرة.
فسألته عن نادي التعاون المنافس التقليدي للرائد وأنه يزاحمه على الجماهيره في القصيم ؟
فكان رده : من قال لك وضحك عليك بأن التعاون له جماهيرية مثل الرائد من الظلم المقارنة فالفوارق كبيرة بالأرقام فالرائد نادي القصيم الأول بلا منافس.. والخامس شعبية على مستوى المملكة !!
هكذا كان يوسف الصالحي عاشق الرائد في ستاربكس... عدت إلى طاولتي..ما هذا قهوتي لم تعد ساخنة باردة لا تصلح للشرب ؟؟!!.
فسامح الله الرائد و عشاقه حرموني «رشفة قهوة» الصباح بسبب عشقهم الكبير...
خارج النص:
وسط أجوء يسكنها الألفة مناسبة يزينها شباب الوطن المبتعثون والأشقاء الإخوان الأردنيون الأوفياء بمدينة أكرون لقد ودعنا صاحب القلب الجميل بدر أسكندر وهو يعود للوطن فوداعاً أبا إبراهيم ولقد كنت خير سفير لوطنك السعودية بحسن خلقك و تميزك دراسياً في أمريكا.
* هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.
i.bakri@live.comمبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri