|
استطاع الشاعر الجزل والإعلامي المتميز الأستاذ فهد الثبيتي - أن يغرّد خارج السرب - في برنامجه الرائع (دروب الشعر) الذي يقدمه عبر قناة «روتانا خليجية» كل يوم ثلاثاء العاشرة مساء، ولم يأت هذا التميز البالغ والمتوقع - من فراغ أو محض الصدفة - بل إن له مسبباته التي لها شواهدها القاطعة الثبوت والدلالة ومنها:
أولاً: مقدم البرنامج هو شاعر متمكن قبل أن يكون إعلاميا وبالتالي فهو أدرى من غيره بالوزن والقافية والمعنى والمفردة والتداعيات والأخيلة والرموز والصور وما يميز كل منها بين شاعر وآخر، وبالتالي فإن تفعيله لذائقته - من منظور نقدي - في هذا الشأن (برقي وحيادية) كما عُُهد عنه هي - مقياس أولوية - استضافة الأسماء التي في جعبتها من (الشعر والفكر) ما يضيف للبرنامج أولاً، وللذائقة ثانياً، لهذا لم تخدعه أغلفة بعض المجلات الشعبية التي تقدم من - لا يستحق على من يستحق - لتسويق مكشوف المآرب ومؤسف على حساب الشعر وتاريخه، وكذلك لم تخدعه (سماسرة أصوات وشريطية) بيع أرقام المتابعين في تويتر التي أمست باختصار (مهزلة تشهد على نفسها كل عشية وضحاها).
ثانياً: عُهد عن الإعلامي والشاعر فهد الثبيتي (وطنيته) ولعل مسابقة شاعر الملك خير دليل، وكذلك عُهد عنه (عزة نفسه وعصاميته كأكاديمي مشرف) وخبرته الإعلامية الواسعة في محطات نجاحات حضوره المتلاحقة في الساحة الشعبية كل ذلك بلغة - الأسباب والنتائج - يشهد له بنصاعة صفحة مشواره الإعلامي بشهادة كل المنصفين، بعيداً عن سلبيات بعض أسماء الساحة في توظيف المصالح المشتركة والمحسوبيات أو توظيف النظرة الذاتية الضيقة على حساب ما هو أهم وأجدى، لهذا قدّم باستضافته في الحلقات الأولى من البرنامج أسماء لها تاريخها في الساحة الشعبية، وحضورها التراكمي الذي يوازي ما في جعبتها من إبداع مثل الشاعر سليمان المانع والشاعر عناد المطيري والشاعر عبد الرحمن أبا الجيش وغيرهم من المبدعين.
محمد بن عبد العزيز الراشد