القدرات القيادية والفكرية والثقافية التي يمتلكها عبد الرحمن الهزاع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بحاجة إلى مديرين تنفيذيين أفذاذ حتى يستطيع الهزاع أن يحقق تطلعاته من داخل المؤسسة ومن خارجها، فهو يملك الكثير من الرؤى الطموحة وهو أهم الخبرات المهنية العالية التي يعرف كيف انتهى التلفزيون السعودي عليه وما المرحلة المثالية التي يرغب الوصول إليها، بين ماكان وما سيكون مسافة حرجة تحتاج إلى إدارة وسطى (فعالة وكفؤة) تعمل الشيء الصحيح، وتعمل الأشياء بطريقة صحيحة.
إذا كانت هيئة الإذاعة والتلفزيون قد فازت بشخصية قيادية بارعة كالهزاع، وحظي بالثقة الكاملة من الجميع، وهو أهل لذلك فعلا فإن العقد يكتمل بقيادات تنفيذية تعمل في (إدارة المحتوى) التي تعد أهم إدارات القنوات الفضائية على الإطلاق، باعتبار (المحتوى) يعكس مستوى القناة إما إيجاباً أو سلباً.
لا تجد قناة فضائية تنافسية إلا وتجد لديها إدارة (محتوى) يديرها أكفأ العاملين ثقافة وفكرا وفنا ومعاصرة، لا يدخلها أنصاف الإعلاميين وأنصاف الفنانين وأنصاف الإداريين فهي محصورة بأهل الفكر والإدراك الشامل والثقافة الواسعة والتفكير الناقد.
الهزاع بتفكيره المرن، وخبرته الطويلة في التلفزيون، قادرعلى تكوين (محتوى) منافس من خلال قدرات تعي هذا المفهوم وتمتلك المهارة (التحريرية) التي تعرف أهمية المادة الإعلامية، وتمتلك (المهنية) الكافية التي تجعل من التلفزيون السعودي قناة تنافسية ومثالا يحتذى.
كلنا يعرف أن عبد الرحمن الهزاع بحضوره الرائع، وشخصيته المميزة، يعرف هذا كله، ولا يخفى عليه مثل هذه المفاهيم، ولكنه أمام نظام (الخدمة المدنية) المحكومة به هيئة الإذاعة والتلفزيون التي تظل حتى وهي مؤسسة مستقلة ملتزمة بنظام إداري لا يختلف عن أي وزارة حكومية، ولكن الهزاع - بمبادراته - المستمرة - حسب علمنا - يعمل على إيجاد صيغة إدارية تتناسب مع العمل الفضائي بالتنسيق مع الجهات المعنية، ليكون (تدوير) العمل المهني أكثر مرونة يعطي الأولوية للإبداع والمبدعين.
المؤشرات الأولية التي بدأ بها عبدالرحمن الهزاع وفريق عمله أولى خطواتهم في تطوير العمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون خطوات مهمة تستحق التقدير في طريقها لردم الهوة بين ما كان وما سيكون، فقط علينا أن نعطي الوقت حقه من العمل ولا نستعجل النتائج في مؤسسة كالتلفزيون السعودي.
nlp1975@gmail.com