|
بغداد - نصير النقيب - الجزيرة:
كشف الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية عن قرب زيارة الوفد الأمني السعودي برئاسة سعادة الدكتور اللواء أحمد بن السالم الوكيل في وزارة الداخلية السعودية إلى العراق مطلع الأسبوع القادم، التي تمت بناء على طلب ورغبة مشتركة بين الطرفين لحسم الملفات كافة العالقة بين الجانبين، وكذلك تعزيز التعاون الأمني في مجال تبادل المطلوبين ومكافحة الإرهاب والمخدرات وقضايا أخرى سيتم التطرق إليها خلال زيارة الوفد بداية الأسبوع القادم. وأشار الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان هادي الأسدي في حوار مطول مع صحيفة (الجزيرة)، جرى في مكتبه الخاص بوزارة الداخلية العراقية، الذي سيُنشر في عدد لاحق، إلى أن «زيارة الدكتور أحمد السالم كان من المفروض أن تتم في منتصف الشهر الماضي، وتم تحديد الموعد، إلا أنها تأخرت لأسباب وظروف معينة، ومن ثم أبلغنا بأنه سيحضر خلال هذا الشهر مع وفد أمني رفيع المستوى من مختلف الأجهزة في المملكة لإجراء لقاءات مع رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ومعي شخصياً، وكذلك مع الإخوة الوكلاء والضباط في التبادل الأمني وتبادل المعلومات في قضايا الإرهاب والمخدرات والحدود في وزارة الداخلية، وكذلك سيتم بحث موضوع النزلاء السعوديين ومسألة العفو الخاص الذي سيصدره السيد المالكي عن بعض السجناء السعوديين في العراق خلال لقاء معالي الدكتور السالم مع رئيس الوزراء، ونحن قد تهيأنا لهذه الزيارة، وأعددنا وسائل النجاح لها بشكل جيد». كما وجَّه الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية عبر منبر (الجزيرة) الدعوة لذوي السجناء المعتقلين في العراق من السعوديين لزيارة أبنائهم في السجون العراقية، مؤكداً أن العراق سيوفر لهم كل مستلزمات النجاح والحماية لضمان سلامة أمنهم ولقائهم بذويهم بكل يسر وسهولة، داعياً كل عوائل السجناء السعوديين الموجودين في العراق إلى زيارة أبنائهم، سواء كانوا في سجن سوسة أو غير سوسة، وقال: «نحن على استعداد لتقديم التأشيرة وتسهيل أمور الزيارة من خلال علاقتنا في وزارة العدل والمسؤولين عن السجناء أيضاً، وهي دعوة مفتوحة للجميع ولكل القضايا اللوجستية التي تسهل عملية الزيارة، وما عندنا أي إشكال بها». يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر حكومية رفيعة المستوى في رئاسة الوزراء أن الوفد الأمني السعودي الذي سيزور العراق قريباً سيقوم بطرح مسألة افتتاح سفارة المملكة العربية السعودية بشكل رسمي فبغداد وكيفية توفير الحماية للبعثة الدبلوماسية السعودية، إضافة إلى القضية الرئيسية المتعلقة بتبادل السجناء بين البلدين. وقالت تلك المصادر التي طلبت عدم الكشف عن اسمها لـ(الجزيرة) إن الجهات الرسمية العليا في المملكة توصلت إلى اقتناع تام بضرورة فتح سفارة لها في بغداد بعد أن توصلت مع العراق إلى حل أغلب القضايا الخلافية بين البلدين، وخصوصاً في المجال الأمني وقضايا مكافحة الإرهاب وترسيم الحدود وقضايا أخرى ستطرح خلال زيارة الوفد الزائر لبغداد الأسبوع القادم. وأشارت المصادر إلى أن الوفد الأمني الذي سيزور بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة سيتفق مع المسؤولين الأمنيين في وزارة الداخلية العراقية على الإجراءات الأمنية لافتتاح السفارة في بغداد، إضافة إلى الاتفاق على كيفية الشروع بفتح المنافذ الحدودية بين العراق والسعودية، ومن المؤمل أن يقوم وفدٌ أمني سعودي رفيع المستوى بزيارة للعراق مطلع الأسبوع القادم برئاسة الدكتور أحمد بن السالم وكيل وزير الداخلية السعودية للتباحث بخصوص مسألة تبادل السجناء بين البلدين. وكانت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية العراقية قد كشفت عن إبلاغ السلطات الرسمية في المملكة حكومة العراق بأن تأجيل موعد افتتاح السفارة السعودية في بغداد ليس له أي أبعاد سياسية. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ(الجزيرة) في وقت سابق إن الجهات الرسمية في المملكة أبلغت العراق بأن سبب تأخر افتتاح سفارتها في بغداد لا يحمل أي أبعاد سياسية، مشيراً إلى أن المملكة بينت أن مشاكل فنية ولوجستية تعيق افتتاح السفارة في بغداد. من جهته قال وكيل وزارة الخارجية العراقية وليد عباوي إن الجانب السعودي يرى أن الوضع الأمني في العراق غير مستقر لافتتاح سفارة للمملكة، مشيراً إلى رغبة السعودية في استقدام عدد كبير من الموظفين والدبلوماسيين السعوديين للعمل في السفارة. وبين عباوي أن البرود الذي شهدته العلاقات السياسية بين الجانبين خلال المرحلة الماضية كان من أبرز أسباب عزوف السعودية عن افتتاح سفارة لها في العراق، موضحاً أن العلاقات تسير الآن إلى الأمام.