تونس - فرح التومي:
بدعوة من الرئيس المنصف المرزوقي يبدأ اليوم الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند زيارة رسمية إلى تونس تستغرق يومين وقال بيان الرئاسة ان هذه الزيارة الأولى لرئيس فرنسا منذ الثورة من شأنه دعم علاقات الصداقة وتمتين التعاون بين البلدين. وبالإضافة إلى محادثاته مع السيد رئيس الجمهورية ستكون لضيف تونس محادثات أخرى مع كل من رئيس الحكومة على لعريض ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر حيث سيلقي بالمناسبة كلمة أمام نواب المجلس التأسيسي. والحقيقة أن زيارة هولاند لتونس التي تم الإعداد لها منذ فترة تأتي في وقت غير مناسب، حيث يشهد المجلس التأسيسي الذي سينزل عليه الرئيس الفرنسي ضيفاً يوم غد مشاحنات وتلاسنات تجاوزت ما تعود التونسيون عليه طيلة حكم الترويكا وذلك على خلفية انطلاق النقاش العام حول الدستورالجديد. وكان نواب المعارضة مدعمين بعدد قليل جداً من نواب المؤتمر قد أحدثوا ضجيجاً أدى إلى فوضى عارمة غطت على ما كان يسرده المقرر العام للدستور النائب الحبيب خضر في بداية الجلسة التي حضرتها شخصيات وطنية سياسية ونقابية رفيعة المستوى مما اضطر رئيس المجلس إلى رفعها وتوديع الضيوف الذين ساءهم ما وصل إليه المجلس من جدل وخصومات سياسية أعاقت تقدم أشغاله. وكان المعارضون عبروا عن رفضهم لمجرد طرح المسودة النهائية للدستور على النقاش العام معتبرين أن تلك النسخة المزورة أدخل عليها المقرر العام التعديلات التي ترضي أهواء حزبه الحاكم دون الرجوع إلى باقي أعضاء لجنة صياغة الدستور. ويرى بعض المعارضين أن الدستور برمته يعبر عن رؤية النهضة الضيقة بما يخدم مصالحها دون غيرها من الأحزاب مما ينبئ حسب رأيهم بقيام دكاتورية أخرى.
في غضون ذلك ترددت أنباء بإمكانية ترشح أمين الحركة الحالي حمادي الجبالي للانتخابات الرئاسية المقبلة لكن بشكل مستقل. وكان الجبالي ألمح في حوار صحفي في وقت سابق إلى إمكانية ترك منصبه كأمين عام لحركة النهضة في حال ما قرر الترشح للرئاسة وأنه لا يؤيد أن يكون الرئيس بلون حزبي لأن هذا يضعف من قيمة وهيبة منصب رئيس الدولة. وقال الجبالي إن قرار ترشحه لمنصب الرئاسة سيحسم بعد الحوار مع قيادات وأبناء حركة النهضة وأنه سيعرض عليهم رؤيته وأولوياته إذا تولى المنصب من بينها تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة تعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب ومقاومة العنف بكل أشكاله خاصة العنف المسلح.
