أحد وجهات النظر في وصف الاختلاف بين عقل الرجل وعقل المرأة.. هو ما سمعته من أحد المتحدثين في هذا المجال وطرحه بشكل كوميدي ممتع رسخ في ذهني وانحزت لمنطقيته.. فهو يقول:
عقل الرجل مقسم إلى صناديق.. لكل شخص أو قضية أو موقف أو حدث صندوق خاص به.. وكل صندوق لا يتصل أو يلامس أو يتداخل مع أي صندوق آخر.. فهناك صندوق للعائلة وآخر للزوجة وآخر للعمل وللأصدقاء وللزملاء وللجيران وللأعداء.. وهكذا.. وحينما يريد الرجل أن يناقش أي موضوع يذهب إلى الصندوق الخاص بموضوعه مباشرة ويناقشه دون الدخول أو الالتماس مع بقية المواضيع في بقية الصناديق.
بينما عقل المرأة فهو شبكة واحدة من الأسلاك.. وكل جزء منه متصل بالآخر فجزء العائلة مثلاً متصل بالأصدقاء والأهل والجيران.. كلها في سلك واحد لذلك المرأة تتذكر كل شيء مع قدرة عالية على التركيز وأداء أكثر من عمل في آن واحد.. وملكه في التدفق في الوصف والعرض والإلحاح.. وهي ميالة للاعتقاد بأنه ليس هناك شيء يحصل صدفة أو للا شيء. والنقطة الأخيرة هي سبب سوء الفهم الذي كثيراً ما يكتنف العلاقة بين الذكور والإناث فعقل الرجل يزيد عن عقل المرأة بأن فيه صندوق اسمه (اللاشيء) وهو الصندوق الذي يذهب إليه الرجال حينما يريدون أن يفكروا بلا تفكير.. سرحان باسترخاء لكنه بلا اتجاه ولا معنى.. لذلك لدى الرجل القدرة على الكمون والصمت والتفكير بلا شيء بعكس المرأة التي لا تحب الكمون ولا تحسن الصمت ولا تستطيع السرحان أو التفكير في (لا شيء).. من هنا نرى أن نسبة الرجال الذين يحبون صيد السمك أو لعب القولف مثلاً أكثر من النساء.. ونرى أن الرجال ميالون أكثر نحو تقليب القنوات في التلفزيون دون التركيز على أي قناة محددة.. وحينما يُسأل الرجل عما يشغل باله كما يبدو من تعابير وجهه سوف يجيبك (لا شيء) وهو صادق في قوله.. بينما المرأة لا تقول ذلك إلا إذا كانت غاضبة وهي في هذه الحالة كاذبة في قولها.. فالمرأة المهمومة بشيء تعبر عن نفسها وتخرج مكنونها من صدرها لأنها تعرف أنه دون ذلك سوف تنفجر أو يصيبها الصداع. المشكلة الأخرى التي تواجه الحياة الزوجية بسبب اختلاف العقلية هي أن الزوج حينما تبدأ زوجته في التعبير عما يشغلها يتلهى أو يبدي تعابير غبية.. وغالباً يهرب.. وحينما تسأله لماذا لم يتجاوب مع زوجته ويستمع لها يجيبك أنه لا يملك الإجابة ولا يستطيع أن يوجد الحلول المطلوبة لهمومها.. وهو هنا ينطلق من غريزته كذكر وما تربى عليه في أنه يواجه المشاكل ولا يستوعبها مثل المرأة.. وهنا مكمن سوء الفهم مرة أخرى فالمرأة حينما تعبر عن همومها لا تريد من زوجها الحل بل تريد الإنصات.. بعكس الرجل الذي لا يحكي ولا يشكو إلا طلباً لمشورة أو اقتراح لحلول.