شاركت صحيفة «الجزيرة» كعادتها في مشاركة المواطنين في أفراحهم وأتراحهم، شاركت في تعزية أسرة الدعيجي في فقد أحد أبرز أفراد هذه الأسرة والمسؤول الأول في إدارة أحوال الرس عبدالله بن صالح الدعيجي الذي وافاه الأجل المحتوم متأثراً بمرضه الذي لم يمهله طويلاً.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويعوض أسرته عنه خيراً، هذه الأسرة العريقة التي هي من أقدم الأسر التي استوطنت الرس وعاصرت أحداثها التاريخية المعروفة ومنها حصار الرس من قبل الأتراك في حملتهم الغاشمة على الدولة السعودية الأولى بقيادة إبراهيم باشا. ويقال: إن عشرة من أفراد هذه الأسرة هم من ضمن شهداء الرس في هذا الحصار.
وللفقيد - رحمه الله - معزة خاصة لديّ لكونه مثلي ابن جمال وبسيط. ووالده صديق والدي ورفيقه طوال ما يقارب عشرين عاماً في مهنة جلب الحطب من البراري على بعيرين لهما وبيعه في السوق بثمن بخس يتراوح بين نصف ريال إلى ثلثي ريال للحمل الواحد مع شرط القهوة وما يتيسر من العشاء وهذه عادة متعارف عليها يلتزم بها كل من يشتري الحطب.
ومهنة جلب الحطب هذه مهنة شاقة يخرجون لها مع طلوع الفجر الأول أي قبل أذان الفجر بحوالي ساعة ويعملون في تقطيع الحطب طوال اليوم ويبيتون في الصحراء وفي اليوم الثاني يستكملون تقطيع الحطب وجمعه وحمله على البعيرين وبيعه في السوق بعد صلاة العصر. وهذه صورة من كفاح الآباء والأجداد في تحصيل المعيشة والتغلب على ظروف الحياة القاسية والتي كان الفقيد - رحمه الله يذكرني بها وبالخلاف الذي كان يحدث بين والده ووالدي بسبب تحرش جمل والده بناقة والدي وقيام والدي بضرب الجمل وقيام والده بضرب الناقة بدعوى أنها هي التي تغازل الجمل، وقد حاولا حل هذه المشكلة بجعل الجمل يسير في المقدمة لكنه كان كثير الالتفات إلى الوراء مما تسبب في تعثر سير القافلة فأعادوه إلى الوراء ووضعوه تحت المراقبة المشددة لكن ذلك لم يمنعه من القيام ببعض المخالفات المحظورة عليه فتم الاتفاق بالإجماع على قطع الأعضاء التناسلية للجمل.
نكرر الترحم على الفقيد طيب الذكر والسيرة وعلى والدينا وجميع موتى المسلمين سائلين الله ألا يري الجميع أي مكروه في عزيز عليهم.
- محمد الحزاب الغفيلي