صورة مبنى قديم ومهجور نشرتها إحدى الصحف المحلية قبل يومين تقريبا قيل إنها لفندق تم تشييده قبل ثلاثين عاما في حي الوسيطا شرق مدينة بريدة، ثم ترك مهجورا وفي ظروف غامضة. لا أحد من الناس يملك إجابة شافية حول ملابسات هذا الفندق الذي يتوسط الأحياء السكنية. تصوروا مبنى مهجورا في وسط بيوت الناس تحولت أجنحته وممراته المفتوحة إلى مأوى للحيوانات، وأصبح يمثل خطرا أمنيا كونه قد يمثل مكانا ملائما للفارين من وجه العدالة إذ إنه متروك دون رقابة ولا يعلم أحد ماذا يدور بداخله، وقد تستخدم أجنحته وغرفه في أمور مسيئة لا يمكن حصرها!

صورة الفندق رفعت وتيرة التفاعل لدى المجتمع المحلي وكأن أهالي بريدة قد نسوا طيلة السنوات الماضية أن في مدينتهم فندقا مهجورا بهذه الضخامة والمساحة يشكل وجوده خطرا حقيقيا ليس على الأحياء المجاورة وحسب وإنما على المدينة كلها. أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز تفاعل مع ما نشر ووجه خطابا لأمين منطقة القصيم بهذا الخصوص.

وبما أن أمير المنطقة قد أمر بفتح ملف هذا الفندق، وطالب الأمين بإفادته فإن تساؤلات كثيرة تنطلق في كل اتجاه باحثة عن إجابات شافية. هذه التساؤلات تدور إجمالا حول الوضع الغامض لهذا الفندق، أما التفريعات فتغوص في أمور أكثر عمقاً، وليأذن لي أخي العزيز أمين منطقة القصيم المهندس صالح الأحمد لأسأله عن الأسباب التي أدت إلى إيقاف العمل بالفندق، وهل هي أسباب شخصية تعود لصاحبه أم أنها أسباب ودواع تنظيمية ترجع للأمانة، أم هي أسباب فنية تتعلق بقصور ما في التصميم أو وسائل الأمن والسلامة، وهل هناك مثلا تجاوزات قانونية دفعت الأمانة أو البلدية إلى ايقاف العمل إلى أجل غير مسمى؟

السؤال الأهم كيف سكتت الأمانة كل هذه السنوات ورضيت بهذا الوضع دون أن يكلف أحد من المسئولين المتعاقبين نفسه عناء المتابعة وإصلاح الأوضاع ؟، ولأننا لا ندري عن مالك المبنى وفي أي محطة توقف، وهل الخلل منه أم من الأمانة فإن الناس بحاجة لإيضاح الخفايا، وسرعة البت في موضوع علق منذ ثلاثين عاما. يذكرني هذا الفندق المهجور بحالة مشابهة عندما اكتشف مجموعة من الشباب المغامر قبل أكثر من سنة وبالصدفة مستشفى مهجورا في عرقة بمنطقة الرياض، وهو أي المستشفى قد دارت حوله في ذلك الوقت القصص والأساطير بأنه قد تحول إلى ملاذ للجن.

المباني المهجورة بالتأكيد كثيرة وليست مقصورة على ما ذكرت وربما في أكثر من مدينة وقرية على امتداد وطننا العزيز، ولابد من المسارعة لايجاد الحلول لهذه الأوضاع الخاطئة لأنها قد تحولت إلى مصائد خطرة تهدد سلامة الناس.

الغريب أن بعض المسئولين في الأمانات والبلديات لا يتحركون لحل هذه المشاكل التي تندرج ضمن مهامهم الأساسية إلا بعد أن تثار تلك القضايا في الإعلام، وبعد أن يلح عليهم المسئول الأول في المنطقة.

والآن هل من حل عاجل لفندق بريدة المهجور؟. أتمنى ذلك!.