مروع بل مفجع أن يتصدى للدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين والسياسيين التابعين لها، مواطنون خليجيون ينتمون عاطفياً أو تنظيمياً للجماعة التي تزعم بأنها تمثل الإسلام، وأنها تسعى لتطبيق الشريعة، كما تزعم أيضاً بأنها في ذات الوقت مدنية وتؤمن بالديموقراطية وتحرص على الشرعية، متناسية تاريخها الأسود، وانتقال أفرادها من أنصاف معارضة إلى أنصاف حكام، يستخدمون السياسة لتحقيق غاياتهم، ويسيسون الدين لتنفيذ أجنداتهم.
لم يقتصر الدفاع على الوعاظ المحسوبين على التنظيم، إنما شمل كل المتعاطفين الذين أغوتهم لغة الوعظ الديني، وخاطب التنظيم سذاجتهم، لتتحرك أقلامهم وحناجرهم للدفاع عن جماعة انكشفت عوراتها، وبانت مآربها.
لا يعلم هؤلاء السذج حقيقة التنظيم، ويتعاملون معه وكأنه جمعية تحفيظ قرآن تحولت بفضل الله وتسخيره إلى جماعة تحكم لتطبيق شرع الله، وينظرون للرئيس السياسي المنتخب وكأنه إمام مسجد اختاره الله لصلاحه رئيساً وزعيماً.. هؤلاء لا يعرفون بالسياسة غير المعنى الظاهر، ويربطون الخرافة بالواقع بشكل يثير الاستياء ويدعو للشفقة عليهم.
لا يعرف هؤلاء الذين يقولون إن جماعة الإخوان ضحية حرب أمريكا وإسرائيل عليها، بأن القيادة السياسية المنتمية للتنظيم هم الأكثر حرصاً على العلاقة مع أميركا والغرب، وما على هؤلاء المغيبون سوى متابعة رجالات التنظيم وهم يوجهون رسائلهم لأميركا وإسرائيل وتمثيل دور حمائم السلام، ويتناسى الأتباع السذج خصوصاً هنا في الخليج، بأن الإخوان أفضل من ضمن أمن وسلام إسرائيل، ويمكنهم متابعة أهم ما تم اتخاذه في إطار تنفيذ رغبات الغرب منذ اليوم الأول لتولي السلطة، ويمكن للمغيبين أيضاً متابعة تحركات السيد خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة، وهو من فتح قلبه لأميركا وأرسل لها التطمينات منذ 2005، وعلى المغيبين أيضاً متابعة تصريحات السفيرة الأميريكية المؤيدة لبقاء الرئيس في ظل الاحتجاجات التي يواجهها.
ليس الإخوان حماة الإسلام السني كما يروج وعاظ التنظيم والقطبيين المتطرفين لدينا في السعودية، عليكم فقط قراءة مواقف إيران الداعمة لمرسي، وآخرها صدر من الخارجية الإيرانية، وعلى المغيبين أيضاً أن لا يتناسون انفتاح إدارة مرسي على إيران واستقبال أفواج السياح الإيرانيين، والتراخي الشديد أمام ما يجري في سوريا والسكوت على جرائم الأسد.
القائمة تطول وفيها الكثير من الكذب والفشل والتدليس والتخطيط العصاباتي الإجرامي لحماية شرعية مزعومة، قضى عليها شعب عظيم هو مصدر الشرعية ومرجعها، وقال كلمته برفض تنظيم يخدم توجهاته ولا ينظر لمصالح الشعب، تنظيم برع في تجييش العواطف وفي الضحك على عقول السذج بخرافات وأحلام وافتراءات، ومنهم من يقول الملائكة تقف مع مرسي، وآخر يقول إن جبريل عليه السلام موجود في مسجد رابعة العدوية، وأكذبهم يقول إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدم مرسي ليؤم المصلين وهو معهم عليه السلام في منام من منامات الآفاق!!
هنا في الخليج يلطم أجناد التنظيم، المضحوك عليهم، وأصبحوا في دفاعهم وهجومهم أكثر شراسة من المصريين المؤيدين للإخوان، لأنهم ينظرون لحلم الخلافة الذي تلاشى، وينظرون لمستقبل لا يبشر بنجاح أفكارهم الانقلابية التي سكنت عقولهم لعقود طويلة، هم يزعمون الدفاع عن الشرعية وهم أكثر الناس كفرًا بالشرعية في أوطانهم، يهاجمون شرعية دولهم ويعارضون بلادهم التي تطبق شرع الله بحق بعيداً عن هرطقات الحزبيين وأكاذيب التنظيم المتأسلم.
أقول للخليجيين لا تصدقوا تنظيماً يريد أن يبيع عليكم الإسلام وأنتم تعيشون في كنفه، ولا تنصتوا لمن استخدم حزبيته لتحقيق مآرب سياسية مثل الدعاة الذين يهاجمون خصومهم بأقذر العبارات، والسبب بالتأكيد الأجندة السياسية والمطامع الكبرى، هؤلاء الدعاة الذين يقفون على أبواب جهنم، هم أهل الفتنة، وأهل التكفير والتفسيق، والجهاد الحقيقي هو كشف انحراف هذه التنظيمات وكذبها وتلفيقها، فليتقرب إلى الله كل صاحب رأي ويصدح بصوته وقلمه لتظهر الحقائق وينكشف كل من يحاول اختطاف الدين أو تشويهه... حسبنا الله ونعم الوكيل.
Towa55@hotmail.com@altowayan