استبق عدد من الإعلاميين موعد نهاية إنذار القوات المسلحة، وبدؤوا يطلقون على الرئيس المصري محمد مرسي بـ»الرئيس السابق»، وذلك بعد خطاب الرئيس محمد مرسي الذي أعلن تمسكه بكرسي الرئاسة واستعداده للموت دفاعاً عن الشرعية، كما قال، وقال في خطابه الذي جاء في منتصف الليل تحذيراً مبطناً لكل من يطالبه بالتخلي عن منصبه، وفي الخطاب كشف بأنه عرض مبادرة تتضمن تشكيل حكومة جديدة برئاسة شخصية وطنية تضم جميع الأطياف السياسية، وتشكيل لجنة لمراجعة مواد الدستور الخلافية، وأن تنهي المحكمة الدستورية دراسة قانون إجراءات الانتخابات البرلمانية تمهيداً لمناقشته من قبل مجلس الشورى، مشيراً بأن قضية بقاء النائب العام انتهت بحكم محكمة النقض. وأنه مستعد للحوار مع جميع الأطراف السياسية وأنه سيذهب للجميع. وفور انتهاء مرسي من خطابه اندلعت اشتباكات بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه وخصوصاً في محافظة الجيزة في منطقتي السرايات والكيت كات القريبتين من ميدان النهضة، وهو الموقع الذي يتجمع فيه مؤيدو التيار الإسلامي المؤيدين للرئيس مرسي أمام جامعة القاهرة، والذين أطلقوا على ذلك الموقع «ميدان النهضة».
الاشتباكات أسفرت حتى كتابة هذه المقالة عن 18 قتيلاً و616 جريحاً، وهو ما اعتبرته القوى المعارضة استجابة لدعوة الرئيس مرسي أنصاره لاستعمال العنف دفاعاً عن الشرعية، كما يصر على وصف بقائه في المنصب، إذ ذكر الشرعية 74 مرة في خطابه الأخير، ولهذا فإن القوى الثورية التي أصرت على رحيل الرئيس محمد مرسي إضافت مطلباً آخر وهو محاكمته على الدماء التي أريقت من معارضيه ومؤيديه بسبب تمسكه بالسلطة ودعوة مؤيديه إلى النزول إلى الميادين دفاعاً عن الشرعية التي أكدت قوى المعارضة أنها سقطت عن محمد مرسي بعد خروج الملايين من الشعب المصري للمطالبة برحيله.
jaser@al-jazirah.com.sa