برأيي أن الحديث عن المخدرات بلغة الأرقام، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة هو أقصر وأهم الطرق للتوعية اليوم، ولعلنا في المملكة تحديداً عشنا فترة طويلة نتلقى رسائل (عامة) للتحذير من هذه الآفة، وبلغة وشعارات (مطاطة) نوعاً ما!
قد تكون تلك الشعارات وعلى رأسها الشعار الأشهر (لا للمخدرات) أدت دورها في مدة معينة، أو في وقت مضى!
ولكن أفضل طرق العلاج والمكافحة هو الاعتراف والمواجهة بالحلول العملية والعلمية، وأعتقد أننا نلمس اليوم تغيّراً في صياغة الرسالة التوعوية الإعلامية لمكافحة المخدرات السعودية، فلك أن تتخيّل حجم المعلومات والأرقام التي تكشف عنها وزارة الداخلية السعودية وبشكل (شفاف) منذ سنوات، في بياناتها الدورية، وبالمناسبة الإعلان عن عدد المتورطين، وحجم المضبوطات، ومبالغها المتوقّعة، ينعكس إيجاباً على خطط المكافحة التي تحوّلت هي الأخرى إلى اللغة الأهم في صياغة الرسائل التوعوية، وكذلك يساعد في عمل الدراسات العلمية لوضع الخطط للمشاركة في المكافحة من هذه الآفة!
رغم ألم هذه المعلومات، إلا أنني كنت (بالأمس) سعيداً وأنا أكتشف أن الأرقام الخاصة بتجربة السعودية وجهودها في مكافحة المخدرات لم تعد سراً، بل هي مُعلنة وعلى لسان مساعد مدير مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية ومنشورة في الصحف السعودية على النحو التالي: 70% من مدمني المخدرات تحت سن 20 سنة! مستشفيات الأمل تستقبل يومياً 300 مدمن يرغبون في العلاج!
بالموازي نجد أن الأمين العام للأمم المتحدة تحدث هو الآخر بلغة الأرقام عن مشكلة المخدرات عالمياً، في وقت يعجز فيه عدد من الدول المتقدّمة من المواجهة أو حتى كشف حجم مشكلة المخدرات لديها!
الأمم المتحدة تقول: إن نسبة الإدمان في العالم العربي تتراوح ما بين 7 إلى 10%، وإن معدل استهلاك المخدرات في المجتمعات الخليجية قد ارتفع إلى نحو 4.6%، مقابل 2.2% فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن عدد المدمنين عالمياً يتجاوز الـ 210 ملايين متعاطٍ سنوياً، منهم 15 مليون شخص يصابون بأمراض بسبب المخدرات، و200 ألف يلقون حتفهم بشكل منتظم!
طالما أننا نمتلك الشجاعة والشفافية اللازمة لتحديد المشكلة محلياً وباللغة الأصعب (لغة الأرقام)، ونتمسك بذلك في حين يحجم الآخرون عن النشر، فإننا قادرون بإذن الله على المواجهة والانتصار!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com