تحدثت في الزاوية السابقة عن المسابقات وحالها وأحوالها، وتلقيت الكثير من الرسائل عبر الإيميل والجوال تقارب كثيراً ما تم طرحه وتزيد بمعلومات غائبة عن المعنيين بالفنون التشكيلية، إضافة إلى رسائل تحمل حلولاً ووجهات نظر يمكن أن نجعل منها مشروعاً لتقويم المعوج من تلك المسابقات.
وقد اخترت هذه الرسالة للفنانة التشكيلية (فتحية زين الدين) أعتبر أن ما جاء فيها ملخص واختصار للكثير من الرسائل فوجدتها أنموذجاً يستحق أن أقدمه في هذه الزاوية خارجاً عن المألوف في مثل هذه الردود التي تأخذ لها حيزا مستقلا، ولكنها قناعة نابعة من إعجاب بما تضمنته من رأي، وأنا أترككم مع الرسالة ومضمونها منتظراً أي تعليق أو وجهة نظر أجزم أن الفنانة فتحية تسعد بها وسيكون لها مساحات أخرى في الصفحة ليستمر الحوار.
تقول الفنانة فتحية زين الدين: (في البدء أردت شكركم على طرح موضوع المسابقات التشكيلية والتطرق إليه هو بمثابة إلقاء حجر في الماء الراكد.
المقال جميل جداً ومهم حيث يتناول طرح قضية مهمة ومسكوت عنها في الساحة الفنية المحلية فهناك جانب قد يعرفه الكثير منا، إلا أننا نهمشه ولا نعيره أهمية، أو قد نقدم فيه آراء مغلوطة!
وأعني بذلك مسألة بيع الأعمال الفنية والمسابقات، وما يقترن بها من أخطاء مقصودة وغير مقصودة.
إذاً فالمسألة المطروحة لها جانبان:
1/ المسابقات والتي يعلم الكثير منا المغالطات والأخطاء المقصودة وغير المقصودة التي تقترن بها، وما ينبغي على الفنانين والمتلقين الواعين من جمهور الثقافة الفنية التشكيلية من تصدي لمثل هذا التلاعب بجهود وإبداع الفنانين وبعقول هؤلاء الناس ذوي الثقافة حتى البسيطة منها.
ولعل جزءاً من الحل هو مواجهة مثل هذه المسرحيات برفضها وعدم التعاطي معها حتى من قبل الفنانين أنفسهم وكشفها للخاصة المهتمين والعامة من الناس سعياً لعدم استمرارها ومثيلاتها والحيلولة دون نمو النرجسية الفنية الموهومة لدى الفائزين دون وجه حق.
2/ في مجتمعات لها الأسبقية على مجتمعاتنا فنياً، وهي الأكثر تقدما في جانب الفن التشكيلي تولي مسألة بيع الأعمال الفنية أهمية كبرى ليس إنماءً للناحية الاقتصادية وحسب، بل من ناحية فنية أيضاً فهي بمصاف النهوض بالتجربة الفنية وتطويرها. وعليه في تلك البلدان الأوربية تحديداً أكثر من مثيلاتها الغربية لا يعتبر الفنان فناناً إذا لم يكسب قوت عيشه من فنه ويعتبره مصدر دخل أساسيا له. ولعل أهم ما يفند هذا الرأي أنه لو لم تكن لتلك الأعمال قيمة فنية ما فإن أياً كان (مختص أو متذوق) لن يسعى لشرائها واقتنائها. لكم مني كل التحية والتقدير
انتهت الرسالة، وليس لنا من تعليق سوى الشكر والتقدير لهذا التفاعل والثقة بالصفحة، فنحن في حاجة ماسة لأقلام مماثلة لنوجد شيئا من التوازن أمام الأقلام (الرجالية) المتسيدة وخلو الساحة من الأقلام النسائية التشكيلية التي تحمل أقلامها الرأي والتحليل المباشر مع ساحتنا المحلية.
monif.art@msn.comفنان تشكيلي