بحثت عن موقعه في الإنترنت فلم أجد له موقعاً رسمياً، ولا بأس ربما أنهم يعملون على تحديثه. لكن الأمر المؤسف أنني اكتشفت أنه لا يوجد لديهم حتى شبكة داخلية أو خدمة إنترنت، سوى خدمة محدودة لبعض الإداريين الكبار. إذاً، نحن أمام مستشفى يستحق الزيارة لمعرفة كيف يعمل دون شبكة داخلية، فكانت الاكتشافات المخيبة للآمال أكبر بكثير من قضية موقع على الإنترنت.
وجدتُ المصعد لا يعمل، وقيل لي إنه على هذه الحال منذ أيام عدة. سألت عن الكافتيريا فقيل لي إنه لا يوجد كافتيريا وإنما مطبخ صغير مهترئ لخدمة كبار الإداريين بالشاي والقهوة، أما الموظفون فعليهم استخدام غلايات بالمكاتب، رغم مخالفة الأمر لاشتراطات السلامة، أو إحضار (زوادتهم) من القهوة والشاي والسندوتشات معهم من بيوتهم، وخصوصاً أنه لا يوجد محال تجارية بالقرب من موقع المستشفى. ولا بأس أن يجدها بعض الموظفين الأجانب تجارة مناسبة لبيع السندوتشات والشوكولاته على بقية الموظفين أو المراجعين. أما الأثاث الذي رأيته في بعض المكاتب والأقسام فأعتقد أن بعضه لا يمكن أن يُباع حتى في حراج الأثاث.
يا سادة، أتحدث عن مستشفى الطب الرياضي، وأشكو حاله وهو يحمل اسماً غالياً على الرياضيين، اسم الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله. هذا المستشفى كتبت عنه عام 1996م، واتهمت حينها بالتجني، وأعدت الكتابة عنه عام 2004م ولم يجب أحد. والآن أكرر الكتابة؛ لعله يتم إنقاذ هذا المستشفى أو حتى إغلاقه تجنباً للهدر الذي لم يحقق العائد المطلوب منه بوصفه مستشفى متقدماً لخدمة الرياضيين في المملكة والمنطقة. أسألكم: هل رأيتم لاعباً من أنديتنا المتقدمة يجري عملية أو فحصاً بهذا المستشفى، ما لم يجبر عليه بغرض الحصول على تقرير معين؟ هل رأيتم ما يتم من خدمات في مركز الطب الرياضي بأكاديمية (اسباير) بقطر، الذي لم ينشأ سوى منذ سنوات قليلة مقارنة بمستشفانا للطب الرياضي الذي تجاوز عمره 28 سنة؟ هل رأيتم هذا المستشفى يحصل على اعتماد أو اعتراف من جهة مرموقة؟
أرجو ألا يكرروا ردهم قبل ستة عشر عاماً بالتباهي بأعداد المراجعين؛ فكثير منهم من منسوبي رعاية الشباب وأقرباء وأصدقاء ومنسوبي المستشفى، ومن لا حول له ولا قوة في اختيار ما هو أفضل أو يبحث عن تقرير روتيني. وحتى لا نظلمهم فإنه تجرى بعض عمليات اليوم الواحد، رغم أن تأسيسه كان يشير إلى أنه سيحوي قسماً متكاملاً للتنويم.
عدد الموظفين السعوديين متواضع جداً مقارنة ببقية المستشفيات الحكومية، بما فيها ذات التخصصات الدقيقة. هناك مشاكل كثيرة في موضوع الرواتب؛ إذ تشهد بذلك التأمينات الاجتماعية، وقد اشتكى بعض الموظفين من ذلك؛ إذ يكتب الراتب 3000 بينما الحقيقة أن الراتب الأساسي أقل من ذلك للعديد منهم. أما قضية التدريب والتطوير والعلاوات فتلك أحلام يسمع بها الموظفون، ولا يرون سوى اليسير منها، ويحظى بها كبار الإداريين، غالباً.
لقد فتشت عن الخلل فلم أجد معلومة واضحة سوى أن هذا المستشفى يُدار عن طريق شركة واحدة منذ تأسيسه عام 1985م؛ وأستغرب الإصرار على هذه الشركة، وعدم تشغيله ذاتياً مثل بقية المستشفيات، أو عن طريق شركات أفضل! أتمنى أن تتجه نزاهة لهذا المستشفى، وتبحث في سبب الإصرار على إدارته عن طريق شركة واحدة طيلة هذه الفترة رغم سوء الخدمات التي تقدمها. كما أقترح تحويل مرجعية هذا المستشفى من رعاية الشباب إلى وزارة الصحة؛ لأنه ثبت فشل رعاية الشباب في الإشراف عليه طيلة ثلاثة عقود، تقريباً.
شهر رمضان مبارك على الجميع...
malkhazim@hotmail.comلمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm