|
عنيزة ـ فوزية النعيم:
توجد في مُحافظة عنيزة المزارع القديمة، أو ما يطلق عليها (الحيطان - مفرد حائط)، وهي مزارع يكون فيها بيت طيني صغير يحمل عبق الذكريات وحنين الماضي وموروث الأجداد. وتترواح مساحات هذه المزارع بين 3000 و10.000 متر مربع تقريباً، وتحمل أسماء متوارثة إلى يومنا هذا، مثل (حايط الخيَّاط والدغيثرية والمعيذرية ومليحان وأبو وطيف والمحلاوية والسندية والبرغوش والمزادة والحويطة)، وغيرها الكثير.. إلا أن تلك المزارع ما زالت باقية إلى هذا اليوم، مُرتكزة في وسط المحافظة تماماً وفي أهم المواقع الاستراتيجية فيها، ولم تُزَل أو يأتها ما أتى غيرها من المباني الطينية من أعمال الهدم.
ويقصد الناس هذه المزارع، خاصة في موسم الصيف الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار الشاليهات والاستراحات؛ فـ»لجأ» العديد من الأُسر إلى تلك المزارع القديمة، وجعلوا منها مكاناً للفُرجة والنزهة والجلوس فيها والراحة لساعات طويلة من أول النهار الباكر إلى المساء؛ إذ يرتادها الناس مجاناً. علماً بأن بعض أصحاب المزارع حوَّلوها إلى منتجع؛ لتكون مصدر دخل اقتصادي لهم. ورغم التعديلات التي تطرأ على بعض هذه المزارع إلا أن أصحابها يحرصون على ارتباطها بالموروث. يقول المُزارع محمد البراهيم التركي إنه لا يُمانع من زيارة الأسر للمزرعة؛ فالمكان واسع، ولا يُوجد ما يستوجب التكاليف والأعباء عليه؛ إذ إن العائلات يجلبون لوازم (الرحلة) من غذاء وأمتعة؛ لكي يأخذوا مكانهم بداخلها في أي جهة يكون فيها الظلال والماء.