تتملكك علامات (تعجب) كثيرة وكبيرة ومتنوعة، عندما ترى (الولاءات) تطير خارج إطار الوطن، هذا يحزن لسقوط (حزب سياسي) وذاك يفرح، هذا (يغرد) بكل ما يخدم (سياسيًا ما) خارج الحدود، وذاك يأتي بكل ما يدينه، وينشره على قنوات التواصل الاجتماعي .
هذا يدافع، وذاك يهاجم، هذا (يقربك) إليه لأنك تتفق معه، وذاك يقصيك لأنك لست بمثل ولائه.
يكفي أن تراقب (التغريدات)، لتعرف كم نحن مهوسون بمشكلات الآخرين، لدرجة أن المغرد يقدم ولاءه ـ وهو أعز ما يملك ـ لأناس خلف البحار لا يعرف أهدافهم ولا غاياتهم ولا مناوراتهم، (ساسة) لهم ألف رأي، وألف وجه، وألف لون، ومع معرفة الكثير بـ(تقلبات) السياسيين، إلا أنهم ينجرفون وراءهم ويقدمون (عقلهم) لهم على طبق من ذهب، لينسى نفسه ومجتمعه ووطنه.
المواد الإعلامية (المفبركة) في ثورة مصر الثانية كانت محل اهتمام المغردين السعوديين، يتناقلونها وكأنهم طرف في الصراع، لا يتأكدون من مصداقيتها، وليس لديهم رغبة في بحثها المهم أنها تتوافق مع اتجاههم الذي اختاروه، وتتعجب أكثر عندما ترى أسماء لها مكانتها الاجتماعية والدينية والأكاديمية وقد انجرفوا خلف تيارات وأحزاب متصارعة.
وحتى لا (نعمم) فإنه من العدل أن نستثني من يراقب الموقف عن كثب وولاؤه لوطنه، من يكشف الشبه والألاعيب والخدع حتى لا يسقط وطننا في مستنقع فتن خارج الحدود، من يبين لمجتمعه ـ بقلب صادق ـ ضرورة النأي عن الأحداث المتلاطمة التي أمسى فيها البعض مسلمًا وأصبح كافرًا يقتل بعضهم بعضًا من دون وجه حق ولا كتاب مبين.
* مصر أدرى بشؤونها، مصر أدرى بشعابها، مصر أدرى بمشكلاتها، مصر تعرف متى تغير الحاكم، ومتى تخضع له، مصر تعرف من ترشح ومن تقصي، مصر أدرى بمناورات السياسيين، وأعلم بأسرارهم وتاريخهم وفضائحهم وولاءاتهم وخياناتهم.
* يكفينا أن تبقى مصر آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا، ويكفينا أن ندخلها آمنين، لا جور فيها ولا طغيان، وأن تركز جل اهتمامها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لنرى الثروة البشرية لمصر كما عهدناها، لنرى مصر تصدر العلم والثقافة والفن وتنشر التسامح والحب والسلام.
nlp1975@gmail.com