حتى الآن وصل عدد القتلى المصريين الذين سقطوا في أماكن متفرقة في القاهرة والإسكندرية والمنيا وسيناء لأكثر من 80 قتيلاً، والحصيلة مرشحة للازدياد؛ والسبب وراء كل هذا هو التحريض.. نعم تحريض الشباب على مواجهة الجيش، وتقسيم الشعب المصري إلى فريقين، فريق يؤيد القوات المسلحة، وفريق يؤيد الرئيس المعزول محمد مرسي، ويقودهم الإخوان المسلمون الذين استعدوا لمثل هذه المرحلة بإعداد فرق مدربة، تمتثل لقادة الإخوان وفق مبدأ الإخوان (السمع والطاعة)، حتى وإن أدى ذلك إلى التهلكة، وهو ما حصل أمام مقر الحرس الجمهوري. وقد توزع قادة الإخوان المسلمين على الميادين والتجمعات، يحرضون الشباب الذين اندفعوا بحماس لمواجهة الجيش الوطني، الذي لا يهدف إلا لحماية المتظاهرين السلميين فقط، أما الذين يهاجمون المنشآت الرسمية والدوائر والوزارات ومقار ومعسكرات الجيش فقد كان متوقعاً أن يتصدى الجيش لهم ولأي مجموعة تحاول اقتحام معسكرات القوات المسلحة مثلما حصل فجر أمس، عندما حاولت مجموعة من مؤيدي محمد مرسي اقتحام أحد مقار الحرس الجمهوري لإخراج الرئيس المعزول ظناً منهم أنه لا يزال موجوداً في استراحة الحرس الجمهوري، وهو ظن غير صحيح؛ لأنه لا يمكن إبقاؤه كهدف للمتظاهرين، وهو ما يعرفه قادة الإخوان المسلمون، إلا أنهم ولتوسيع دائرة العنف والفوضى وجَّهوا أنصارهم إلى مقار الحرس الجمهوري للاحتكاك بالجنود والضباط من أجل الوصول إلى ما وصلت إليه الأوضاع، فهذا أسلوب من يريد مقاومة التغيير بتوسيع دائرة العنف؛ ولهذا فإن دماء من سقطوا أمام مقار الحرس الجمهوري في شارع المشير في الإسكندرية وفي ميادين المحافظات في أعناق من حرضوا الشباب على مواجهة جيشهم الوطني، رغم كل دعوات الحوار والمصالحة التي ينادي بها حكماء مصر بدءاً من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى قادة القوى الوطنية من شخصيات اعتبارية وناشطين سياسيين وحقوقيين، إلا أن اللهفة على السلطة وعلى إعادة مرسي للسلطة دفع المحرضين إلى دفع الشباب لمواجهة القوات المسلحة مجسدين إصرارهم على البقاء في السلطة بدماء المصريين.
jaser@al-jazirah.com.sa