فقدنا مؤخراً عالماً موسوعياً وتاريخياً أنه الشيخ محمد زهير الشاويش -رحمه الله- وغفر لنا وله وجمعنا ووالدينا وذرياتنا وأقاربنا وعلماءنا وإخواننا المسلمين في مستقر رحمته وجنته اللهم آمين، ونذر الشيخ الشاويش جزاه الله خيراً وقته وماله وجهده خدمة لدين الله القويم والتاريخ الإسلامي والموسوعات والمحطوطات الإسلامية النافعة.. لقد أجاد وأفاد الأخ الأستاذ: راشد بن محمد بن عساكر -جزاه الله خيراً- والمتخصص في التراث الإسلامي والمخطوطات في مقالته الهادفة والمتميزة في عدد صحيفة الجزيرة ليوم الأحد 14-8-1434هـ حول شيخنا وعالمنا الشيخ زهير الشاويش -رحمه الله- المؤرخ وناشر التراث الإسلامي وصاحب المكتبة الإسلامية والمخطوطات التراثية والتاريخية النادرة، جعل الله ذلك في ميزان حسنات الشيخ زهير الشاويش وغفر الله لنا وله اللهم آمين، وقد استفدت واستفاد غيري من عدد من مؤلفات الشيخ رحمه الله تعالى.
ذكر الأستاذ راشد عساكر حفظه الله: أنه عرف عن الشيخ زهير الشاويش -رحمه الله- مساعدته الباحثين أو المهتمين، حيث يساهم بتوفيرها لهم بدون كلفة بل بأريحية وفرح، كل ذلك للعلم ولأهله ورغم تقدم عمرة وما يعتريه في أواخر عمره من الإرهاق، بالإضافة إلى مراجعة الكتب ونشرها، وكان شعاره قول الإمام أحمد بن حنبل: مع المحابر حتى المقابر.
وقال الشيخ محمد بن صالح المنجد حفظه الله: طويت صفحة عظيمة من تاريخ نشر مذهب السلف في سورية برحيل الشيخ زهير الشاويش، رحمه الله، ورفع درجته، وتجاوز عنه، وأكرم مثواه، وأدخله جنته. وقال الشيخ أ. د. محمد بن لطفي الصباغ: صداقة تزيد على الستين من الأعوام, وأخوة في الله ظلت وثيقة على الدوام, ومروءة وشهامة ما انقطعتا طول الأيام.
رحم الله أبا بكر الرجل المجاهد في ربوع فلسطين الداعية إلى الله في كل مكان حلّ فيه.. رحم الله أبا بكر الرجل الجواد قليل النظير.. رحم الله أبا بكر النائب في مجلس النواب المدافع عن الحق بكل جرأة وإقدام.. رحم الله أبا بكر الذي نشر العلم وأسس مكتب التحقيق العلمي في بلاد الشام.. رحم الله أخي وصديقي ورفيقي في الدعوة إلى الله زهير، غفر الله له ورحمه وأسكنه الجنة.
والمعروف عند العلماء والباحثين الإسلاميين.. أن من مقدمات كتبه التي نشرها أو حققها أو عُرف بها، كانت مجلداتُه الثلاثة. ومقدماته تلك ليست ترفاً فكرياً أو تمهيداً واجباً، بل هي منهج في العلوم المختلفة، يكاد قارئها يرى فيها معالم أساسية لعلم الحياة الإسلامية الزاخرة بحضارة سامقة، وعلم وفقه وسياسة ودراية، وأخلاق وفهم رشيد. وكأن زهيراً رحمه الله، أصرَّ أن يمسك بالقارئ، ينتقل معه من محطة إلى أخرى، يدله على الطريق ويضيء له السبيل.. لقد كانت هناك مراسلات أخوية وعلمية بين العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- والباحث العلامة الشيخ زهير الشاويش -رحمه الله- لما فيه خدمة الدين العظيم وخدمة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والعلم والتراث والتاريخ الإسلامي.. غفر الله لنا ووالدينا ولشيخنا زهير الشاويش ومشايخنا وجميع المسلمين؛ اللهم آمين.