ودَّع الشيخ محمد الهزاع المد الله -رحمه الله- الدنيا وغادر الحياة بعد عطاء حافل بالجد والإخلاص إبان عمله في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وقد كان رحمه الله واحداً من الكفاءات الإدارية التي تعطي للوطن بسخاء وإخلاص لا نظير له.. أحبه زملاء العمل نظير تعامله الطيب مع الجميع وحسن أخلاقه وتميزه في العمل. لقد كان الفقيد -رحمه الله- محبوباً من الجميع داخل أوساط العمل وخارج الميدان العملي، وقد كسب رضا العامة والخاصة وشهد له الجميع بحب الناس لشخصيته المتميزة، تلك الشخصية النادرة التي كانت تحمل فكراً وثقافة جيدة ونفساً تجمع بين المرح وسعة الصدر والشدة والحزم، وقد انتقلت تلك السمات الشخصية البارزة لأبنائه الستة هزاع الهزاع (الذي عاش في بداية حياته العملية إعلامياً ناجحاً في صحيفة عكاظ)، والشيخ إبراهيم الهزاع وإخوانهم عبدالله وعمر وخالد وأحمد وشقيقاتهم, وقد تعلموا من والدهم الفقيد -غفر الله له- الكثير من تجارب الحياة ونهلوا من خبراته وحنكته دروساً سيجدون فيها منافع كثيرة وفوائد جمة، وقد اتخذوا من منهج والدهم كثيراً من أساليب الحياة ومارسوها على النحو الذي رسمه لهم والدهم الفقيد -غفر الله له- وستظل دعواتهم قائمة له ما داموا في حياتهم.
ودَّع الفقيد رحمه الله الدنيا بعد معاناة مع المرض، تنقل خلال ذلك بين المستشفيات والمصحات, وتلقى الكثير من العلاجات والوصفات التي ظلت تعايش جسده المثقل بالهموم وأعباء الحياة عبر سنوات عمره التي تجاوزت ثلاثة وثمانين عاماً.
أبا هزاع:-
ستظل في ذاكرة أبنائك وأسرتك وأصدقائك ومحبيك عالقاً فيها قائماً بصورتك الشاخصة أمامهم كما عرفوك.. وسنظل نحن وإياهم نتذكر مشاهد من حياتك وصور تحركاتك تعيدها الذاكرة كلما ورد على المسامع اسمك لنعيد على تلك المسامع دعاءً خالصاً أن يغفر الله لك ويسكنك فسيح جناته.
أبا هزاع:- لقد عايشت زمن النقاء والطيبة وعرفت زمن النقلة التي تغيرت فيها أسباب الحياة وأساليبها وظللت تحمل في قلبك الكبير مواطن الحب والوفاء والأخلاص رغم تبدل الحياة وتكاثر ألوانها وزيفها. وقد احتفظت نفسك الكبيرة بنقائها وصدقها فلم تغرها الحياة الجديدة بلمعانها وزيفها.
رحمك الله أبا هزاع وأسكنك فسيح جناته وألبس أبناءك الستة وبناتك الثلاث جميل الصير والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
sanksa2010@hotmail.com