يبقى الحديث عن الآثار والمعالم الأثرية والتاريخيَّة، والفنّ التشكيلي بمختلف مذاهبه واتجاهاته شيئًا ذا أهمية وعناية عند الجميع، وخصوصًا عند من يهم بها كآثار، ويهتمّ بها أيضًا كفنون بِشَكلٍّ أكبر وبرقعة أوسع من غيره، وأن كان سواه لا يغفل ثقافة هذا الاهتمام وأدب هذه العناية، ولكن يبقى المختصُ له اهتمامًا وتفحص وعناية أعمق، وفلسفته لها مبنية على أسس ومبادئ، ذات طابع علمي ومنهجي..
ونقلت صحيفة الوطن السعوديَّة في عددها 3843 خبرًا عنوانه: (خبراء إيطاليون يحفرون بحثًا عن قبر الموناليزا)؛ الموناليزا صاحبة البورتريه الشهيرة، والهدف من هذا الحفر والتنقيب -حسب الصحيفة -هو الفحص والتحليل لبقايا هذه الشخصيَّة التاريخيَّة لمعرفة كافة التفاصيل عنها، وهل هي فعلاً صاحبة الصُّورة (اللوحة) التي رسمها الإيطالي الشهير اليورنادرو دافينتشي أم لا؟، وكذلك ومن خلال الحمض النووي الذي سوف يؤكِّد العلاقة التي تدعيها بعض الأسر بأنّها من سلالة الموناليزا، خاصة في مدينة فلورنسا الإيطالية. وهذا الحفر المزعوم الذي بدأ في 27 أبريل من العام 2011م..
ما يلفت به الرَّأي ويجذب إليه الأنظار ما خلفته هذه الخطوة من ضجة إعلاميَّة بِكلِّ ما ينطوي تحتها من صخب إعلامي، قد يرجع بنا إلى عصور ماضية قد تُؤدِّي إلى التعصب القبلي والطائفي، هذا في ظاهر الأمر، ولكن هذه الفزعة وهذه الهالة الإعلاميَّة بكاملها بعيدة كل البعد بفلسفة وثقافة من اتّخذ هذا القرار عمَّا يغرس ويفتح صفحات تعصبية، ولكنَّه يحمل رؤية ذات عمق ثقافي تاريخي، ربَّما فلسفته هي تحديد الهوية والسلالة لِمَنْ يدَّعي أنَّه ينتمي إلى الموناليزا، وهذا حق مشروع ولا عيب فيه ولا تعصب، وهذا ما يدركه عميق الثَّقافة بعيدًا عن السفاهة التعصبية. نعم الأسر لها المبرر لذلك الحفر لو كان بمنحى الأخير وليس الأول وما أظنه (أنا) هو والمنحى والمبرر الأخير.!
لوحة الموناليزا التي رسمها الفنان الإيطالي الشهير اليورنادرو دافينتشي ما بين 1503 -1514 أخذت شهرة عالميَّة منقطعة النظير في هذه الفنون وهذا الاتجاه وهي أفضل بورتريه وهذا لا يغفله أحد! وهنا يبرز مني تساؤل: هل ندرك نحن ماذا تعنيه هذه البورتريه..؟! يظل هذا التساؤل قائمًا، وليس مُجرَّد سؤال عابر، بل سؤال لا بُدَّ من الإجابة عليه ونظل نحن ننتظرها.!
Albatran151@gmail.com