يبدو أن الصدمة التي يمر بها أعضاء تنظيم الاخوان، بفرعه السعودي عنيفة، وذلك بعد السقوط المروع لتنظيم الإخوان في مصر، ولذا لم يكتفوا بالصراخ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتهديد، والتحريض على العنف بكل أشكاله، بل أصدروا بيانا يشجبون فيه ما جرى بمصر!، ويستنكرون ما قامت به القوات المسلحة المصرية، استجابة لنداء الشعب الذي خرج إلى الميادين في كل أنحاء مصر، كما استنكروا التدخلات الدولية في شؤون مصر!، علما بأنهم شجعوا، وناصروا التدخلات الدولية إبان الثورة على نظام مبارك!، كما أدانوا اغلاق قنوات التحريض، مع أن كل دول العالم، بما فيها الديمقراطية الغربية توقف بث أي وسيلة إعلامية تدعو إلى العنف، وتحرض عليه، كما حثوا الشعب المصري على البقاء في الميادين حتى تعود الشرعية المغتصبة، وقد كتبوا نصا « الشعب المصري «، ونحن نتابع كل وسائل الإعلام، ونعلم أن معظم الشعب المصري ملأ الميادين مطالبا برحيل حكومة الإخوان، فمن يستغفل هؤلاء يا ترى؟!.
ما يهمني في هذا البيان أن الذين كتبوه أشاروا إليه على أنه « بيان المثقفين السعوديين «!، والواقع يقول إنه لا يمثل المثقفين، وربما أن التسمية الدقيقة له هي « بيان المتعاطفين مع تنظيم الإخوان المسلمين»، وقد اتصلت بكثير من زملائي المثقفين، ونفوا علمهم بالبيان، وأكدوا أنهم ضد ما ورد فيه من تدخل سافر في شؤون دولة أخرى، ترتبط المملكة معها بعلاقات تاريخية وثيقة، خصوصا وأن البيان المذكور يحتوي على مغالطات جسيمة، أهمها أنه يخاطب عموم الشعب المصري، وكأنهم يقفون ضد ما جرى، ونحن نعلم أن معظم الشعب المصري خرج إلى الشوارع مطالبا برحيل تنظيم الإخوان، ولو خاطب البيان أنصار التنظيم فقط لكان ذلك أكثر دقة، والغريب أن هؤلاء كانوا مع كل الحركات الشعبية الثورية في كل مكان، إلا هذه المرة، فالأمر يتعلق بالتنظيم العالمي للإخوان!.
في تقديري أن الهدف من نعت البيان بأنه يتحدث باسم المثقفين كان محاولة بائسة لكسب المزيد من التعاطف، وربما يعود ذلك إلى أن البيانات السابقة، على مدى السنوات الماضية كانت كلها تصدر ممن يسمون أنفسهم بطلبة العلم، وقد فقدت الكثير من مصداقيتها، لكثرتها من جهة، ولمعارضتها لكل القرارات التنموية، التي تهم الناس من جهة أخرى، والمؤكد أن كثيرا من موقعي البيان بينهم وبين الثقافة عداء مستفحل، بل إن الحقيقة تقول إنهم يشنون حربا لا هوادة فيها على الثقافة، والمثقفين، والتاريخ القريب والبعيد يشهد على ذلك، ولا زلنا نتذكر ما فعله بعضهم أثناء فعاليات ثقافية سابقة، سواء تعلق الأمر بهجومهم الشخصي على رموز ثقافية بعينها، أو هجوم على الفعاليات، ومحاولة تشويهها لدى العامة، ولذا فليس من المقبول أن تحارب الثقافة، والمثقفين الحقيقيين، ثم تستغل اسمهم ليكون عنوانا لبيان متهافت، لا يقره أي منهم، فهلا توقفتم عن العبث مستقبلا ؟!.
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2