تقول القصة التي نقلتها صحف إماراتية عن صحيفة (ذا ناشيونال) أن مليارديراً ومستثمراً كندياً من أصول باكستانية، ترك شقته الفاخرة التي يملكها في برج خليفة، ليتقاسم مع 12 عاملاً غرفة متواضعة في دبي!
الملياردير خاض تجربة العمل لمدة 12 ساعة تحت أشعة الشمس وفي درجة حرارة مرتفعة، لينجح في الاستمرار لنحو 33 يوماً في هذه الحياة القاسية، والهدف هو التعرف عن قرب على حياة الطبقة (الكادحة)، ليتوصل لأفضل الطرق لمساعدتهم، والتفكير في أساليب ومشاريع مفيدة لمساعدة الفقراء وأصحاب الدخول المتدنية والتي تقل عن 1000 درهم شهرياً!
الشرارة الأولى لخوض التجربة -بحسب الصحف- كان طلب مساعدة تلقاها الثري (عارف ميرزا) من عامل لم يتمكن من الحصول على الطعام لثلاثة أيام في واحدة من أكثر مدن العالم رفاهية، الرجل نجح في كتابة مذكراته وتوثيق تجربته بالصوت والصورة في فيلم وثائقي قصير مدته (45 دقيقة)، أسماه (شوارع الذهب) يريد من خلاله إيصال مفهوم التراحم بين الناس. وبما أنه يرأس شركة إلكترونية يأمل في إيجاد طريقة وتطبيق لدعم المحتاجين آلياً!
ميرزا قال أخيراً إن هذه التجربة جعلت عزيمته أقوى على مواصلة النجاح، وعدم الاتكال على ما حققه، لأن الغنى والفقر لا يرتبطان بالمال بقدر ارتباطهما بقدرة الشخص على تجاوز عقبات الحياة!
أنت أيضاً بإمكانك التعرف على مفاهيم وقناعات جديدة، واكتشاف أسرار ونصائح وحكم يصعب أن تجدها في أغلى الكتب مبيعاً، أو أن تسمعها من أكثر الناصحين تجارباً، بإمكانك أن تسمع قصصاً وأحداثاً وتجارب مفيدة جداً عاشها (المحتاجون) وسطرتها دفاتر حياتهم، وملفاتها السرية!
كم مرة أغمض أحدنا عينيه عن رؤية محتاج وصد بوجهه إلى الجهة الأخرى؟! كم مرة أغلق نافذة السيارة، وصمم أذنيه عن سماع شكواه أو تجربته؟! بينما قد يكون في تجربة هذا ما يحميك ويفيدك في حياتك العملية والشخصية! أجعل عينك تبصر التجارب العظيمة التي عاشها هؤلاء البسطاء، واستمع (بأذن من ذهب) لكلماتهم وفلسفتهم عن الحياة وتقلباتها!
هناك أسرار شائكة في حياة هؤلاء مرمية على قارعة الطريق دون أن يلتفت إليها أحد، قصص وتجارب عظيمة، يمكن الإنصات لها في رمضان بهدوء, مقابل مساعدة بسيطة وابتسامة رحمة!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com