كيف يمكن أن تغيّر طريقة تفكير موظف أو موظفة، بحيث يصير لديه أو لديها حماس لخدمة الجمهور، وليس لمعاداتهم. هذه المعاداة غدت ملمحاً بارزاً في الممارسات اليومية للوظائف الحكومية.
- خير، ايش فيه؟!
نحن البلد الوحيد الذي يستخدم موظفوه وموظفاته هذا التعبير الذي يبدو لطيفاً، لكنه في الواقع يذبح من الوريد للوريد! لأن المعنى الخفي لهذه العبارة:
- الله لا يحيي هالخشة المعفنة!
أنت تشعر بهذا المعنى، وأنت تطالع في وجه الموظف او الموظفة، فالملامح تنطق بعدم استساغتك واستساغة حضورك. ولا بأس أن يحدث هذا في دوائر عامة، ففي النهاية ومهما طال الوقت وشانت الأنفس، فسوف يُنهي المراجع معاملته، حتى ولو اضطر لتدبير واسطة، من حمولة هؤلاء المكشرين!
الذي يجرح القلب ويدميه، هو أن يكون بعض العاملين والعاملات في دور الرعاية الاجتماعية، من نفس العينة. فتراهم يتعاملون مع الأيتام واليتيمات، بشكل غير إنساني وغير أخلاقي، مما يجعل أولئك الأطفال يفقدون آخر أمل للتواصل مع البشر! ولو أن أي عامل أو عاملة في الدار، من فصيلة «خير، ايش فيه»، فكر ولو لوهلة، كيف سينعكس تعامله مع الأطفال على مستقبلهم، لربما أعاد صياغة تفكيره، وأزال العفن الذي يراه في خشش كل من يراجعونه!