من تمام عظمة الإسلام ما فيه من يسر... أنه دين الفطرة... لا عسر فيه ولا مشقة ولهذا سلك أقطار الأرض واستفتحت له قلوب الأمم.... ولا يزال وصار له القبول دون أن يفرض بالإكراه.... لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ، وهذه تكاليفه ما قامت فيها مشقة إلا قامت إزاءها رخصة... وكقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) وقال تعالى في كتابه الكريم وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ولعل من الخير التنبه إلى شيء حقيق بالانتباه ذلك أن القواعد المسلمة أن الضرورات تبيح المحظورات.... كما أنه لا يدعو إلى كراهة ما يصدر عن مخالفك في الدين لأنه يخالفك في الدين بل يدعوك أن تكره منه ما يكره.... وتقر منه ما يحب ويؤثر فهو وأخوك المسلم في هذا بمنزلة سواء، والسؤال هو لماذا لا ننهج هذا المنهج القويم بما فيه من التسامح وبيانه للشباب وتكريسه في عقولهم قولاً وقدوة حتى لا يؤخذ بالغلظة والتشدد... ويصيرون إلى الدعوة إلى الإخاء والمحبة والتخلق بخلق هذا الدين.... الذي يحث على المثل العليا وكما قال الله في كتابه الكريم: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون .
ما أحوجنا إلى القدوة الحسنة البعيدة كل البعد عن مظاهر المغالاة والتشدد المسرف في القول والعمل وحتى في المظهر حينما تكون عناية الإنسان بنفسه وبمظهره لأن الله جميل يحب الجمال... مثلما حبه في أن يرى نعمته على عبده.. ولاسيما ونحن في بلاد ترفل بنعم الخيرات مما لا يحصيه العدد.. نعم تتطلب منا الشكر لله الذي أنعم بها علينا.. بعد نعمة الإسلام وهدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولنكن خير أمة أخرجت للناس مثلما يجب أن نكون الرمز والمثل والقدوة الحسنة لغيرنا مثلما أراد الله لنا أن نكون، كذلك مثلما يجب أن نفقه الحياة مثل فقهنا للدين، وأن نعي متغيرات العصر وضرورة استثمارها لصالح ديننا ودنيانا ولا ننسى أن هناك علماء أجلاء لم يمنعهم علمهم ولا دينهم ولا شدة ورعهم على أن يفقهوا الدنيا ويجاورها في مظاهر حضارتها ورقيها...
a-n-alshalfan@hotmail.com