Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 11/07/2013 Issue 14896 14896 الخميس 02 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

قُلْتُ (وُداً) ولم أقلْ (رَداً)

رجوع

في هذه الجريدة المباركة قرأتُ يوم السبت 27 / 8 /1434هـ في العدد 14891 ص 24 هذا العنوانَ الجافَّ: (آل عبد الكريم يردُّ على ابن عقيل).. نسأل الله سلامة القلوب التي في الصدور.

قال أبوعبدالرحمن: كلا.. ليس هناك ما يُـحْوج إلى الردِّ يا آل عبد الكريم، وما أوردْتَه أنت تحشياتٌ لا علاقة لها بما كتبتُه أنا تقريظاً وَوُداً، إذْ ذكرتُ اسمك الكريم بأجمل الأوصاف، وذكرت أن (قصيدتك) قمينةٌ بشرح منك أو من غيرك؛ لتكون إضافةَ ضميمةٍ إلى (البُلدانيات)، ولم أذكر اسْمَك حافاً بدون وصف ثناء -على الرغم من ثلاثٍ من الظلم الفادح ذكرتها في تباريحي، وأحاول نسيان ألمها، وأثنيتُ على القصيدة لا لقيمتها فنياً، بل لِما يُحتَمل: مِن أن يكون فيها معلوماتٌ صحيحة عن أسماء تحتاج إلى تحديد مسمياتها؛ وذلك من هامشِ هامشِ ثقافتي لا من عُمق معارفي.. والآن أَهَبُ لك كلَّ هذه الهوامش؛ فأنا مشغول بما هو أهمُّ.. أعني هُمومَ أمتي.. والذي قُلتُه لما ذكرتَ أنتَ (الوسيعة): ((ولا تكاد تُعرف اليوم إلا باسم القطعة)) بصيغة المُـقارَبة، وأنا صادق في هذا، ولا تستطيع ردَّ صدقي؛ لأن (القطعةَ) محلَّ بيع اللحم اسمٌ لزاوية من الأرض بين أسواق قديمة السكنى سكنها مَن مات منذ أكثر من ثمانين عاماً، إذ عُمْرك في أول العقد الثاني؛ فلم تُدْرِك ما سمَّيتَه الوسيعة، ومِن أولئك (عُبَيَّد الحمداني) الذي يعسف الخيل، ووالد سليمان بن شعيل رحمهم الله تعالى، ويحيط بها أسواق مشحونة بالسكان تحمل اسم سوق فلان وعلان.. وأما أن القطعة لغة البقعة من الأرض فلا دخل لذلك فيما نحن فيه؛ لأن المراد تسمية مكان بِعينِه لا الوصف اللغوي؛ فتوضيح الواضحات من المعضلات، والقطعة جزء من أرض مُسمَّاة سواء كبرت أو صغرت، والبقعة وصف لما على وجه الأرض، ثم توسَّعوا بها مجازاً لكل أرض خالفتْ طبيعتُها طبيعةَ أرضٍ تلاصقها، ثم توسَّعوا مجازاً لمطلق كل أرض؛ لأن الأصل في خلق اللهِ الكرةَ الأرضية اختلافُ أجزائها.

قال أبو عبدالرحمن: وقد يكون اسم (القطعة) المقصورِ على محلِّ بيعِ اللحمِ آتٍ من الحالِّ لا المَحَلِّ؛ لأن اللحم يُباع قِطعاً مربوطة بخوص طريٍّ من جريد النخل، والجماعة يُسَمُّون هذه القطع المربوطة (شِرْكاً) بكسر الشين المُعْجمة وسكون الراء المهملة.. وثمة اصطلاح آخر تميَّزت به الجماعة، وهو (الرِّفدْ) بكسر الراء المهملة المشدَّدة وسكون الدال المهملة، وهو ما يُقْبَض من الفُطْحة مع الكرش مربوطتين بالمصران ومعهما الرأس والكرعان، وربما لحقهما (المِعْلوق).. و(الرفد) مِن ألذِّ وأمتع الائتدام.. وليست القطعة وسيعة كما ذكرتَ، بل هي زاوية بين ثلاثة أسواق في الجزء الجنوبي.. وأما المَـنْحاة وقليب اللِّدمة فلم أدركهما، ولم تدركهما أنت، ولا نشكُّ في معلوماتك وصدقك؛ فلعلك تشرح قصيدتك، وتُـمتع أهل بلدك بتوثيق المعلومات.. وأما (سماد الوسيعة) فيحتاج أيضاً إلى علمك الجم بتوثيق الشعر، والبرهنة على أن المراد بها القطعة، وما عهدنا فيها سماداً، وفي أطراف كل مدينة وقرية سعة للسماد، ولا أعهد (الحتَّة) إلا لقب شخص.. وغربي القطعة فيه مدابغ، وأرضُه مُرْتفعة يُـحْتمل أن تكون في الأصل ضلعاً.. وكل هذا خارج عن الموضوع، وعن ثَنائي على قصيدتك واستدراكي، فلا أنا ولا آل يحيان ولا دحيم الحمداني ولا من هم أسنُّ منهم أدركتُهم ومنهم من مات منذ أكثر من نصف قرنٍ على سنٍّ عالية.. فلا هؤلاء كلهم ذكروا الوسيعة والحتَّة اسماً للقطعة، فبيِّن لنا بارك الله فيك بعلمٍ، وسعة صدر بلا تشنجُّ، وتوثيق ما جهلناه؛ وذلك عما عبَّرتُ عنه بصيغة المقارَبَة: (لا يكاد يُعرف إلا بالقطعة)، وفوق كلِّ ذي علم عليم، ولاحظ أن في الشعر الذي أوردته التصريح بمفردات ينبو عنها الذوق.. والوسيعة من الأوصاف التي جُعِلَتْ أسماء للأرض كالساهرة والغبراء، وعوداً على بدءٍ: نسأل الله سلامة القلوب التي في الصدور، والله المستعان.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة