لطالما تساءلت وتساءل الكثير من الرياضيين عن الاهتمام الشعبي بكرة القدم ليس في المملكة وحدها وإنما في العالم أجمع وهذا ليس سيئاً في ذاته لأن كرة القدم أصبحت اللعبة الشعبية ولغة الشعوب طالما أن هناك التنافس الشريف وخاصة في المحافل الدولية الرياضية لأنها ترفع اسم الدول في هذه المحافل ومنها المملكة العربية السعودية فكم مرة ولله الحمد رفرف علم المملكة علم التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله في هذه المنافسات وهذا بفضل من الله ثم بدعم من قائد مسيرتنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية وأطال في عمره وبمتابعة من سمو رئيس رعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل وأعوانه.
إلا أن بعض الأندية تعتمد على اللاعب الأجنبي لجذب التشجيع وكسب الدوري أو الكأس أو الارتقاء إلى أندية الدرجة الأولى أو الممتازة.
والرياضة ليست فقط كرة قدم فالمملكة تهتم بالشباب في جميع الميادين وتعمل على حسن تنشئتهم التنشئة الإسلامية الصحيحة واستقطاب طاقاتهم ثقافياً واجتماعياً ورياضياً وهكذا يجب أن يكون دور الأندية طبقاً للوائح الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللوائح الداخلية لهذه الأندية واستقطاب طاقاتهم ثقافياً واجتماعياً ورياضياً.
وتاريخنا مع اللاعب الأجنبي منذ ما يقارب الثلاثين عاماً تقريباً منذ التعاقد مع اللاعب (ريفو البرازيل) مع نادي الهلال أتى بعده عشرات اللاعبين الأجانب للعب في المملكة وتم التعاقد معهم بمئات الملايين ولا شك أن اللاعبين السعوديين يستفيدون من اللعب جنباً إلى جنب مع كبار اللاعبين الأجانب إلا أن الأمر استمر وأصبحنا نستورد اللاعبين عام بعد عام كمثل موديلات السيارات وأصبحت الأندية تتنافس وتتسابق على التعاقد مع هؤلاء الأجانب والسبق لمن يدفع أكثر وقد تكون مهارات وخبرات هؤلاء اللاعبين عندما ينزلون إلى الميدان ويمارسون اللعب مع بعض الأندية السعودية ليست بطموح مسئولي الأندية فيتم الاستغناء عنهم بعد سنة أو أقل أو أكثر ويظفر هؤلاء اللاعبين بزيادة أرصدتهم في بنوك بلدانهم ويعودون غانمين سالمين إلا أن الأمر الهام لدينا هو التركيز على الشباب من صغار السن الذين يلعبون كرة القدم في الأحياء والمدارس وتبنيهم وتدريبهم في النوادي ليصبحوا نواة للفرق ممن لديهم المقومات والمهارات لنستغني عن اللاعب الأجنبي على المدى البعيد.
والمملكة التي تعتبر قارة في مساحتها تملك الكثير من الشباب الذين يملكون الطاقات والمهارات التي تنتظر من يصقلها ويضعها في قالب العالمية بأقل كثيراً مما يصرف في التعاقد مع اللاعب الأجنبي من مرتب وبدل سكن وعلاج ومكافئة فوز... الخ.
وهذا ما تفعله معظم الدول مثل البرازيل والمكسيك فلديهم خبراء في معرفة اللاعب منذ نعومة أظافره وهم يطوفون في الأحياء الشعبية للتعرف على اللاعبين الذين لديهم المهارات المطلوبة في اللاعب المحترف ثم يستقطبونهم ويدربونهم ومن ثم يستفيدون منهم في النوادي المحلية والعالمية.
وهذا هو المطلوب الآن في المملكة فبدلاً من الملايين التي تعطى للاعب الأجنبي بحيث تصرف تلك الملايين أو عشرها على اللاعبين المحليين الذين لديهم المهارة المطلوبة والتركيز على تدريبهم.
واللاعب الأجنبي مهما طال بقاؤه في المملكة فهو بلا شك سوف يعود لبلاده أما اللاعب المحلي أو الوطني فهو باق إلى أن يشاء الله ويمثلنا في المحافل الدولية وتكلفته أقل من اللاعب الأجنبي بكثير بلا شك ومثله المدرب الوطني والأجنبي.
فهل لدينا خبراء ينزلون إلى الأحياء وزيارة المدارس من مسئولي الأندية لمراقبة اللاعبين الصغار ومعرفة من لديه الكفاءة واستقطابهم وتقديمهم للنوادي لينالوا التدريب المناسب ليصبحوا لاعبين دوليين فيما بعد تفتخر بهم المملكة وترحب بهم الدول الأخرى كلاعبين في المحافل الدولية بدلاً من استيراد اللاعبين الأجانب والصرف عليهم بالملايين. هذا والله من وراء القصد.
عضو هيئة الصحفيين السعوديين، ولاعب سابق بنادي الهلال