حظي برنامج (مراسي) الإذاعي عبر قناة M.B.C بنجاح كبير أهّله لهذه المتابعة الكبيرة والأصداء الرائعة كنتيجة حتمية لأسباب التميز المجتمعة التي أدت لنتيجة القبول المنقطع النظير للبرنامج، فمقدمه شاعر متمكن ومثقف ويحظى بمحبة وتقدير كل الشعراء في الساحة الشعبية وهو الأستاذ والإعلامي الشاعر مرزوق الروقين، وكذلك فإن معد البرنامج هو إعلامي وشاعر وباحث دقيق في الأدب الشعبي، وله حضوره الراقي وهو الأستاذ بداح السبيعي، ولأن قناة M.B.C صرح إعلامي كبير فمن غير المستغرب أن يسجل هذا البرنامج من حلقة لأخرى توثيقاً لألوان طيف التميز مصحوباً بالتنوع، والرصد، والمواكبة، والطرح الحصري في مواد البرنامج في جوانب عديدة لها أسماء الضيوف والأخبار واللقاءات مع الشعراء المتميزين والشاعرات المتميزات، وفي الحلقة الأخيرة من البرنامج كان للوفاء والإنصاف حضوره الجلي تمثّل بتقديم شعر متميز لشاعر غني عن التعريف -رحمه الله- وهو الزميل الشاعر عاقل الزيد -رحمه الله- الذي ليس له مؤلفات شعرية؛ لهذا كانت الذائقة الرفيعة والبحث عن التميز من قِبل القائمين على البرنامج من أسباب البحث عن إنتاج هذا الشاعر الرائع الذي رحل عن هذه الدنيا الفانية في شبابه، وأبقى سمعة نقية ناصعة، وشعراً رائعاً لا يعرفه إلا أصحاب الذائقة الرفيعة والرجال الأوفياء المنصفون.

أيضاً، فإن اللقاء الذي أُجري في البرنامج مع الشاعر الكويتي المعروف حامد زيد تضمَّن جزئية وفاء راقية تحسب للبرنامج، ويشار إليها بتقدير وهو أنه أشار بأن أول من قدمه الشاعر حمد العزب الذي ابتعد عن الساحة لظروفه الصحية، ومع هذا، فإن نجومية الشاعر حامد الزيد والأضواء المسلطة على حضوره في هذه الآونة من عمر الساحة الشعبية لم تنسه مواقف الشاعر والإعلامي حمد العزب، وكان برنامج (مراسي) الناجح هو من جسّد هذا الوفاء الجميل، كذلك كانت هناك فقرة استضاف بها البرنامج الشاعر والإعلامي الأستاذ حامد البرّاق الذي أنصف الإعلام بتنوعه في الساحة الشعبية، ولم تكن إجاباته نمطية على الأسئلة الموضوعة بعناية وشمولية تستحق الاحترام.