ليس من السهولة ان يحظى جيل بفرصة الابتعاث والدراسة والنهل من اعرق جامعات العالم دون ان يتحمل أي تكلفة في واقع نشاهد فيه ملايين الطلاب في العالم تبدأ اليوم في مشاركتهم احلام الحياة بمجرد الدخول الى بوابة الجامعة، ومثل غيري من المبتعثات والمبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث كنت اسأل نفسي: كيف يمكن لهذا الجيل الذي منح هذه الفرصة الذهبية ان يحدث الفرق في تنمية بلاده والوصول الى تطلعات قيادته وشعبه واستعادة الارث العربي والاسلامي المعرفي الذي ملأ الدنيا علما ومعرفة وتسامحا.منذ ان كنت طالبة في الثانوية العامة وانا أتساءل عن الدافع خلف جهود العلماء والمفكرين ودورهم في هذا العالم، ومن خلال قراءتي لكثير من سيرهم توصلت الى ثلاثة عناصر مشتركة في نجاحاتهم (الطموح والعلم والارادة).. الطموح الذي لا يهدأ ولا ينكسر تحت أي ظرف او احباط، والعلم الذي لايتوقف عند مرحلة او عمر والارادة التي تستمر وتشحذ طاقاتها من الايمان والثقة بالله والرغبة في تحقيق النجاح.اعتقد ان جيلاً ممن حظي بكل هذه الفرص لابد ان يدرك التحديات ويستشعر ضرورة الانجازات فالبلاد التي بناها وأسسها المغفور له الملك عبدالعزيز يرحمه الله واستمرت في مجالات البناء والتحديث في عهد ابنائه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لم تصل الى ما وصلت اليه الا بالطموح والعالم والارادة... وجيل الابتعاث الحالي لابد ان يستمر في البناء وان يحدث الفرق التنموي الذي يتجاوز التحديات ويؤسس لمستقبل جديد أفضل.