يأتي رمضان هذا العام والأمة الإسلامية تعيش أسوأ مراحل تاريخها: قتل ونهب وتدمير وتباعد وتكفير وحقد وخيانة ضمير وتشريد وتهجير..
إنه شهر الخير، الذي يرفض التقصير، والعالم الإسلامي للفتن يسير..
إنه رمضان، شهر الغفران والإحسان، ليس شهراً للاحتقان، والشر والامتحان..
في عالمٍ تنكر للإيمان، ونسي الأمن والأمان؟ كثرت الفتن، وانتشرت المحن..
يا أمة الإسلام، يكفي انتقاماً؟ عودوا للوئام، وعودوا للاحترام، لقد حان الوقت ليعم السلام.
إن المواطن العربي يقف حائراً وآماله تضيع، هل هذا الربيع؟ الذي حطم الجميع، واكتوى بناره حتى الرضيع؟ لماذا لم نعمر الأوطان، وندحر العدوان، ونحترم دم الإنسان؟ لماذا ولماذا؟؟
أسئلة كثيرة، وأحداث خطيرة؟ وفتاوى مثيرة، إنه السقوط إلى الهاوية، والوقوف في الزاوية، ونفوسٍ غاوية..
إلى متى يا أمة الضاد؟ ونحن نسير في الأحقاد، ونسمع كلام الأوغاد..
لماذا لم نوحد الصفوف، ونأمر بالمعروف؟
يا أمة محمد، الخير مجمد؟ والشر متعمد..
في شهر الوفاء نسيتم الضعفاء؟ وأهملتم الفقراء، وتعاملتم مع الأعداء، فهل هذا هو العطاء؟!
متى تعودون؟ ومتى تنهضون، ومتى تعقلون؟..
يا شعب العروبة أصبحتم ألعوبة، وأصبح تاريخكم أكذوبة؛ لأنكم مشردون، وعن الحق بعيدون، ومن الشر قريبون..
هذا شهر الحسنات، اتركوا المحرمات..
إنه شهر الانتصار على الكفار، والفجار، فلا تجعلونه شهر انتحار..
إنه شهر الطاعة، فلا تجعلونه للبشاعة، وحرمان الأطفال من الرضاعة..
يكفي شروراً، ويكفي دبوراً، نريد للخير حضوراً؟ فهل من مجيب، وهل من قريب، ورأي مصيب؟
يكفي وبالاً، وقتل أطفال..
يا أمة الرسول، ماذا نقول؟ إنه والله الذهول، لا نريد أعمال الشرور في سيد الشهور، ننتظر أن تكونوا كما أراد لكم ربكم كنتم خير أمة، وكنتم في القمة؟
اعلموا أن المسلم حرام ماله وعرضه ودمه..