إن الحديث عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لا يتوقف في وسائل التواصل الاجتماعي المحلية، وربما أن سقوطه من هرم السلطة في دولة مصر كانت فرصة للمحايدين، والذين غرتهم شعارات هذا الحزب السياسي الدينية، وهذا المقال موجه لهؤلاء تحديدا، ولا يفترض أن يقرأه «المبايعون» المحليون لهذا التنظيم العالمي، فهم يعرفون أسراره جيدا، وهم أنفسهم كوادر فاعلة في إعلاء شأن التنظيم محليا، وهو التنظيم الذي نشأ وترعرع على مدى أكثر من أربعة عقود، مستغلا الغفلة، أو التغافل من قيادات التعليم في المملكة في زمن مضى.
بعد أن تم انتخاب مرسي لرئاسة مصر، حصل هناك فرز أيدولوجي محلي، نتج عنه مباركات هائلة من أعضاء التنظيم في السعودية، ولم يتوان هؤلاء عن تدبيج المقالات الصارخة في أهمية هذا الفوز، كما أن بعضهم كتب مطالبا الحكومة بدعم مصر، وآخر هاجم مؤتمراً محلياً عن «السلفية»، مبرراً ذلك بأنه يعقد في غير أوانه، فلا شيء يجب أن يعلو على صوت تنظيم الإخوان، وربما أنه اعتقد أن مؤتمر السلفية، يتعارض مع ما يجب أن يكون من دعم شامل وكامل لتنظيم الإخوان، وقد توقف في مقالته عن وجوب إقامة مؤتمر مماثل عن تنظيم الإخوان!، ومن كان هذا ولاؤهم للتنظيم، وهو في السلطة، لا يتوقع المرء منهم إلا التباكي على سقوطه مؤخرا في مصر، ولا زلت عند رأيي أن التنظيم أسقط نفسه بنفسه، ولو لم يهيئ الفرص المتتابعة لخصومه لتمكن من البقاء لثلاث سنوات أخرى، على أقل تقدير، فمن سوء حظه أن الفرصة واتته في أسوأ المراحل في تاريخه، كما ذكرت في مقالي الماضي.
الغريب أن حفلة التباكي على سقوط التنظيم كانت صارخة هذه المرة، وجاءت متوازنة مع حجم السقوط المروع، وهنا غابت التقية عن الكثير من أعضاء التنظيم المحليين، والذين كانوا، إلى وقت قريب، يغضبون عندما يتهمهم أحد بأنهم أعضاء فاعلون، وربما أن بعضهم كان يفكر بالخسائر الشخصية، فهناك صفقات مالية تمت خلال الشهور الماضية، مع بعض أعضاء التنظيم هنا، وأستطيع أن اسمي هذه المرحلة بمرحلة «حذف التغريدات»، فمن هول الصدمة بسقوط التنظيم، وتبخر الكثير من الأحلام، فقد البعض أعصابهم، حتى خيل لك أنهم في حالة عدم توازن، وفي خضم هذا، كتب بعضهم تغريدات مسيئة لجيش مصر!، ولم تلبث تلك التغريدات أن ارتدت عليهم، فالمواطن المصري، والمعروف بوطنيته، وارتباطه الروحي بأرضه، وجيشه، لا يقبل أن يساومه أحد على ذلك، ولذا فقد اضطر هؤلاء لحذف ما كتبوه!، وكانت الصاعقة أن بعضهم كتب محرضا على العنف بشكل علني، ما اضطر السلطات المصرية إلى أن تصدر تحذيرا بهذا الخصوص، ومع ذلك فإن هول الصدمة على الأعضاء المحليين لا زال قائما، وربما نرى الكثير من مثل هذه السلوكيات في قادم الأيام، فاستعدوا.
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2