كلما غبت عن إحدى مدن بلادي لو لمدة قصيرة وجدت فيها تطوراً كبيراً في كافه مفاصلها التنموية والخدمية والسياحية.
آخر مدينة زرتها «أبها»، التي بقيت فيها ثلاثة أيام لكن فاجأتني ابنة الضباب بأنها ورشه عمل في طرقها, ومناحي التنمية فيها حتى أصبح السير بطرقها عسيراً بسبب هذه المشروعات وبسبب زيادة المصطافين هذا العام.
وقد سمعت تقدير أبناء عسير لأميرهم الكريم فيصل بن خالد بن عبدالعزيز الذي يتابع مشروعات المنطقة ويدعمها ليضيف المزيد من تنميتها امتدادا وإضافة على ما قدمه سلفه الأمير خالد الفيصل، وقد استطاع - بتوفيق الله - وتعاون الجهات المسؤوله أن يغلق عدداً من الملفات التي كانت تثقل كاهل المواطنين والزائرين وفي مقدمتها : أزمة المياه, وغيرها من المشكلات العالقة, والقادم بإذن الله أحلى.
لقد كانت ثمرة هذه المشروعات والخدمات، إضافة إلى توفر المناخ الجميل، المزيد من الخدمات الجيدة لأهالي المنطقة وزيادة عدد المصطافين السعوديين وغيرهم، الذين يسهمون بحراك المنطقة الاقتصادي.. ولم يأت هذا الإقبال السياحي نتيجة الجو فقط لكن لما رأوا من خدمات جيدة ومواقع سكن مناسبة وإمكانات ترفيهية متنوعة بالحدائق والمطاعم والمهرجانات، ولعل أبها الوحيدة من المدن السعودية التي يوجد بها «مطعم دائري» بحيث تشاهد كافة أجزاء المدينة وأنت على طاولة الطعام.
لقد شاهدت إقبال الشباب و الأسر بأطفالهم هذا العام على المواقع السياحية من حدائق وملاعب وأسواق, وكنت أطل من خلال سكني في أبها الجديدة أو بالأحرى الجميلة التي يتوفر فيها كل ما يريح ويسلي المصطافين.
إنني من أجل المزيد من تحسن الخدمات في مدينة أبها لساكنيها وزائريها أجمل ما شاهدته وعشته بهذه الملاحظات:
أولا : الاختناق الكبير بطريق الحزام «الملك عبدالعزيز» الذي هو شريان مدينة أبها, ورغم أنه تم عمل بعض الأنفاق والجسور فيه فإن الحل الأمثل والأسرع والأوفر : هو التوجه نحو إقامة الجسور لا الأنفاق, فهي أوفر تكلفة وأسرع إنجازاً وأقل صيانة، بل أقل مشاكل، أو بالأحرى لا توجد فيها أي مشاكل عندما تأتي الأمطار فضلا عن ذلك فإن منطقة عسير منطقة صخرية وحفر الأنفاق فيها يتطلب جهداً كبيراً ووقتا طويلا ومبالغ كثيرة.
وقد مرت «الرياض» بتجربة «تركيب» جسور كانت تسمى مؤقتة لأنها كانت حديدية جاهزة للتركيب وقد أفادت منها كثيراً, وأسهمت في تسهيل حركة المرور فيها وحلت مشاكل اختناقات العاصمة وقتها وبعضها لازال يؤدي الخدمة في تيسير السير مثل الذي بمنطقة الشميسي.
ثانيا : مطار أبها الإقليمي رغم التطوير الذي تم بصالاته الداخلية فهو حتى الآن لا يليق بمنطقة سياحية واعدة يزورها سنويا عشرات الآلاف ويزدادون بالصيف, وهناك ملاحظتان عاجلتان بالمطار لا تقبلان التأخير:
الأولى : سوء وقلة الحمامات بدورتي المياه بالصالتين : صالة القدوم وصالة المغادرة, فدورات المياه لا تليق بمطار عادي يمر به المئات فكيف بمطار إقليمي يعبر منه وإليه عشرات الآلاف.
الثانية : «المصلّى» المشترك بين صالتي القدوم والمغادرة صغير جدا بينما المحلات التجارية استأثرت بأكبر المساحات ناهيك عن الفرش القديم وغير النظيف الذي يسجد عليه المصلون، فهل يصح أن يكون مصلى العبادة هو الأقل عناية ونظافة من إدارة المطار.
رابعاً : نقص لوحات أسماء الشوارع وانعدامها في بعضها وهذه المنطقة سياحية تظل لوحات الشوارع فيها مهمة جداً بل حتى المواقع السياحية المهمة لا توجد لوحات تدل عليها مثل «الجبل الأخضر» الذي تراه من كل جهة، لكن لا تدري أي طريق يوصل إليه.
أخيرا أثق بان سمو الأمير فيصل بإخلاصه وحماسه ومتابعته سيولي اهتمامه بما دونته من هذه الملاحظات كشاهد عيان, وكمحب لهذه المنطقة ولوطني, وبخاصة أن بعض هذه الملاحظات لا تتطلب كبير اعتماد بل لا تتطلب سوى إمكانات بسيطة وتحرك من الجهات التنفيذية.
حفظ الله وطني واحة أمن ودوحة أمان.
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi- أمين عام مجلس مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية