بشار الأسد طاغية متفرد لا يشبهه أحد بطغاة، أشغل العالم بارتكاباته الموبقات الحرام كلها، بوكاسا مسكين عنده، ومثله عيدي أمين دادا، ولينين، ومنغستو هايلي مريام، وبول بوت، وجوزيف ستالين، وأدولف هتلر، وكذا قساة أفريقيا وأميركا اللاتينية، كل هؤلاء عند بشار مجرد هواة صغار، ارتكب هذا الطاغية ما لم يرتكبوه، أسعفه الوقت المديد، وأسعفته جوقات المداحين والمبررين والإعلاميين الخائبين، والدول الضعيفة التي تخشاه، والدول المجاورة التي حفظ لها أمنها عقودا طويلة، والضمير العالمي الدجال، بشار سيدخل التاريخ من باب الأرقام القياسية، موقعه في كتاب غينيس محفوظ ومميز، أنه عميد الطغاة، استمر عرضه الدموي أكثر من سنتين ونيف ولا يزال، أقلق الطاغية العالم الحي، أم الميت فلا، انتهك كل القواعد والأعراف، لا يعترف بأي قاعدة أخلاقية ولا عرفية ولا سياسية، يحتقر الأمم المتحدة، والجامعة العربية، والقانون الدولي، وحقوق الإنسان، ولا غرابة في الأمر، من أحتقر شعبه يصعب عليه أن يحترم الشعوب الأخرى والقوانين والمنظمات والمؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية، ومن استباح دولته لا يتردد في استباحة دول الآخرين ما أصعب أن يحصي المرء ضحاياه، وأن يحصي مآثره البشعة، مولع بإضرام النار، والتبريرات حاضرة لديه، يتلذذ بتغذية الحرائق المندلعة في هذا البلد أو ذاك، يسكب المال والسلاح ويبتهج بالولائم القاتلة، هذا الطاغية فعل ما لم يفعله أحد، أنجب الكثير من الجنازات، والكثير من الأرامل والأيتام، وذبح الناس كما تذبح الخراف، وسمى معارضيه في الخارج بالنبيحة وطاردهم بلا رحمة ولا وازع دين أو ضمير، وزع المتفجرات في أنحاء البلدان المجاورة، وكان لديه دائما من يترجم رغباته الإجرامية، تنظيمات ومنظمات، وأوغاد، ومرتوقة، وتحت لافتة هذه القضية أو تلك كان الدم يسيل، والذبح يكبر، والجنائز تتلوها جنائز، وكان جنون القائد يتعاظم، وألقابه تتناسل، أفسد بلاده، وأفسد ناسها، وأفسد أرضها وربيعها، وافسد القضايا العربية كلها، ومع هذا وذاك تجاهل العالم جرائمه، ضمير العالم عند أفعاله وموبقاته يقيم في ثلاجة مزمنة، وكعادة الطغاة في الليل يعلق وساما جديدا على صدره، وفي الصباح يستدعي المصورين والكتاب والشعراء والإعلاميين إلى مكتبه لالتقاط الصور وتحرير الشعارات وكتابة القصائد العصماء بمصل المخابرات، وحبر الكذب والنفاق والاسترزاق، ورغم يقينهم التام بأن الطاغيةجرد وحش كاسر، وأن أكاذيب نضاله ودفاعاته وتضحياته وممانعاته وتصدياته لم تكن سوى سلم ليتحول إلى طاغية أعمى لا يرى أحد ولا يريد أن يرى وأن رأى، أنها قصة طاغية خطف بلداً تاريخياً وحضارياً نحو المجهول ودهاليز العتمة ومستقبل الظلام، حتى صار القائد الأول، والفارس الأول، والمهندس الأول، والطبيب الأول، وشرطي المرور الأول، والمسعف الأول، وفي كل شيء هو الأول، ولا أحد يستطيع أن يردعه، ولا جيش وطني يلجمه، هذا الطاغية الشرس استباح سوريا كاملة من التراب إلى التراب،، كذب وفسق وسرق وذبح وأغتال وأهان فقط ليطيل إقامته وفق جنونه الأعمى، معتقداً بذلك بأنه سيقيم إلى الأبد، ملفوفا ببدلته الناعمة، جالسا وراء مكتبه الضخم، يمارس الجنون، كالوحش يخطط كيف يفترس الضحايا، هذا الطاغية لا يصدق أن فراشات الربيع هي أجراس النهاية، وأنه سوف يسبح في الدم كما جعل الناس يسبحونه به، وسوف يتمدد جثة هامدة، تتبعها اللعنات المتتالية دون هوادة.
ramadanalanezi@hotmail.comramadanjready @