اندلعت حرب داحس والغبراء بين (قبائل آل تويتر) منذ مساء (أمس الأول)، حول مسألة تقليد الشيخ محمد العريفي، لن نتحدث عن محتوى المقطع وهل نحن معه أم ضده؟! لأن الجميع شاهده ولكل رأيه، ولكن ما يهمنا هو ردة الفعل العنيفة عبر تغريدات المُعلقين من الجانبين!. القاعدة المعروفة تقول: إن (لحوم العلماء) مسمومة، ولا أحد يقبل المساس بأي عالم، ولا قذفه أو التحدث في عرضه دون بينة أو دليل، ولكن من يملك تحديد مستوى التعدي على العلماء، وهل هناك فرق بين دعاة الفضائيات، وطلاب العلم، والعلماء المعتبرين؟!.
إن اشتعال ساحة النقاش، والغلو في ردة الفعل سواءً من قبل مؤيدي (تقليد الشيخ)، أو معارضيه ممن يرون فيه اعتداء على (شيخ علم جليل) وبطريقة غير مقبولة، كل ما حدث من الجانبين وبهكذا طريقة يدل على ضعف كبير في مفهوم قبول الرأي والرأي الآخر بين المتعاطين مع وسائل التواصل الاجتماعي، ولا أدل على ذلك من الخصومات التي خلفها مشهد (التقليد) والتي بدت واضحة بين المتحاورين إلكترونياً!.
لا شك أن للشيخ العريفي محبيه ومريديه، وهو أحد أشهر (شيوخ شمل مشايخ آل تويتر) بدليل (مليونية متابعيه الخامسة)، وأنا هنا لا أقلل من مكانة الشيخ (كواعظ وداعية) له كل تقدير واحترام، بقدر ما أذّكر (بالقوة الإلكترونية) التي يملكها بعدد متابعيه، والتي يمكنها قلب المعادلة لصالحه في الساحة التويترية وببساطة!.
باختصار ما حدث من ردود فعل من (الجانبين) تبين كم نحن بعيدين عن الفهم الصحيح لمفهوم (الإعلام)؟! هناك تجربة واحدة ناجحة لبرامج التقليد في عالمنا العربي وهي (التجربة اللبنانية) التي تطال كل مشتغل بالشأن اللبناني، وما عدا ذلك فلا زلنا لا نتقبل (النقد القائم على المبالغة) بالتقمص أو التقليد!.
قد لا أتفق مع محتوى (مشهد التقليد)، أو أي أمر يسقط هيبة المشايخ في نفوس الناس، ولكنني أقول: إن الغضب، وردة الفعل المبالغ فيها..
تتساوى أيضاً مع الخطأ ذاته!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com