فاصلة:
(من يراقب الريح كثيرا، لا يزرع بذرة أو نبتة)
- حكمة عالمية -
كتبت في العام الماضي أمتدح كسر برنامج «واي فاي» لتقديسنا للشخصيات الشهيرة.
هدا العام يحسب للبرنامج أنه قلد شخصية مشهورة في نشاطها الديني وهو بهذا يكسر التابو، ويحاول أن يواجه المجتمع مع قناعاته الخاطئة وخلطه بين الدين وبين رجاله مع أنه لا رجال دين في الإسلام.
من حق العلماء احترامهم ولكن من هو عالم الدين ما هي المعايير التي يمكن من خلالها اعتبار من نطلق عليهم مشايخ ويسألهم البعض الفتوى علماء؟
النقطة الأخرى المهمة ما هي قناعاتنا تجاه فن تقليد الشخصيات؟
وما هي قناعاتنا تجاه تقديس الشخصيات المشهورة في الفن والأدب والرياضة والدين وكل المجالات.
لكل شخصية معجبوها وهم بالتالي المتأثرون بتقليدها وهم الذين أظهرهم تويتر كما هم دون أي تجميل، وكشف عن قلة الوعي لديهم، فالهجوم على الممثل الذي قلد الشخصية المشهورة والنبش في ماضيه ونشر مواقف سابقة له واتهامه بلا دلائل ليست ردة فعل واعية بل انفعالية وهي تشبه ردة الفعل الغاضبة التي اعتبرت تقليد الممثل للشيخ استهزاء بالدين، حتى دون أن تشاهد حلقة البرنامج!
شخصيا لا أتفق مع الشيخ العريفي أو مع خالد سامي في توجهاتهما في مجال كل منهما ولست من جمهورهما المعجب لكن هذا لا يلغي احترامي لهما ولنشاط كل منهما في مجاله، فقط أنا ضد التقديس وإكساب أي شخصية مشهورة هالة لا تمس.
لذلك أنا معجبة ببرنامج «واي فاي» كفكرة استطاعت أن تجعلنا في مواجهة مع أنفسنا لنتساءل كيف هي فكرتنا عن أنفسنا والآخر ولماذا لا نقبل تقليد الممثلين لمن نعجب بهم من المشاهير؟ ولماذا نعتبر التقليد سخرية ثم تكون ردة فعلنا السخرية والاعتراض المغلف بالاتهامات والشتائم؟ أين هو الخلل؟
هدا السؤال صار البرنامج بتألقه مسؤولا عن طرحه بقوة كل عام.
تحياتي لزميلنا الأستاذ خلف الحربي وطاقم البرنامج كاملا.
سيكون البرنامج في كل عام جرعة وعي تدفعنا للمواجه مع أفكارنا وقناعاتنا النمطية.
nahedsb@hotmail.com