يقول أ. محمود عبد الله برات في كتابه (محمد رسول الله) صلى الله عليه وسلم: كان محمد صلى الله عليه وسلم أفضل دليل على دعوته.. وكان بشخصه يزيد الدعوة انتشاراً.. كان باراً بأهله وأقاربه ومعارفه وبالناس أجمعين.. وكان رحيماً عطوفاً يقطر أشفاقاً على الضعيف والمهضوم. وكان جم التواضع لا يشعر وجوده إلا بالطمأنينة والرضا، وكان كامل الرجولة في ثباته وشجاعته وطهارة ثوبه وعلو همته. وكان عذب الحديث يأخذ القلوب.. وكان عادلاً في غير عسف ولا رهق يعطي كل ذي حق حقه.. وكان سخياً يجود.

جاءهم من عند الله عقلياً ما عابه الفتور والخور. ولكن سار إلى حياتهم اليومية وتصرفاتهم الشخصية وصبغ حياتهم بصبغة المغايرة لكل ما تعارف عليه الناس في المجتمع الجاهلي، وانصرفوا كما انصرف رسولهم صلى الله عليه وسلم إلى طاعة الله وإلى دوام مراقبته والوقوف أمامه لمواقيت الوقوف وبكامل الخشوع وصادق النيات كما أخذوا في البذل من طاقاتهم وراحتهم ومن أموالهم ومن روابطهم ووشائجهم التي ما صنعها إلا الايمان.