حين نسافر إلى وجهات مختلفة في الإجازة يجمعنا هدف واحد هو الترويح عن النفس من تراكمات وضغوط سنة كاملة، وهذه الرحلات تحتاج منا إلى تخطيط وإعداد مسبق للحصول على أفضل الأماكن، فذاك يقصد المناظر الطبيعية الخلابة، وآخر يستمتع بمعرفة حضارات الشعوب وثقافاتهم، وما هي إلا أيام معدودات فنغادر جميعاً تلك الأماكن وتنتهي تلك الرحلة كغيرها من الأشياء التي لا تدوم.. هذه الأسفار وما فيها من تمتع ثم زوال ألا يذكرنا بالنعيم الدائم الذي لا ينقطع ولا يزول هناك حيث الجنة، نعيم تنتفي معه كل المنغصات التي ألفناها في أسفارنا.. فلا حزنأ ولا مرض، ولا هرم، ولا موت. إذن لنستثمر تلك الأسفار ونجعلها إضافة الى كونها ترويحاً لتكن أيضاً تنشيطاً وتجديداً لنفوسنا ومما يزيد إيماننا وارتباطنا بالدار الآخرة، لتعمل بجد لاسيما أننا على أبواب رمضان ويا باغي الخير أقبل، لنفوز بذلك النعيم الدائم الذي قال الله فيه (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (72) التوبة فما عند الله خير وأبقى.
ولا تكن أسفارنا وبالاً علينا تنسينا الآخرة فنركن لمتع الدنيا الزائلة وزهرتها الفانية.. أو يعود أحدنا مثقلاً بالأوزار والآثام وقد تغيرت كثير من مبادئه وقناعته. وأخطرها.. حينما يرجع ساخراً بدينه وبلده راغباً في حياة من رضي بالحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون.
فالمؤمن على اتصال بشريعته لا ينفك عنها أينما حل وارتحل، ومن يقرأ دعاء السفر يستشعر ذلك، فلنجعل من أسفارنا عبادة وترويحاً.
- بريدة