تحكي طرفة شعبية قديمة يتداولها الناس (ضيق الحال فيما مضى)، لتؤكد أن أكثر من يرتدي الملابس (الداخلية) الجديدة في ذلك الوقت، هم أصحاب الطبقة المخملية فقط!
بطل القصة يُقال له (أبو زيد)، ويبدو أنه غير (أبو زيد الهلالي) المعروف، صاحب الطرفة والحكمة والبطولة الخارقة التي سطرتها الملاحم الشعبية في الأساطير العربية، فصاحبنا هذا كما تقول الرواية الشعبية مولع بالرقص و(التهزع) على ضرب الدفوف، وصوت أهل السامري، (أي التكسر أثناء سماع الأنغام)!
وهو مثل بقية أقرانه في ذلك الوقت، لا يملك ملابس داخلية دائماً بسبب ضيق الحال (كما تقول الطرفة)، ولكن الله أنعم عليه واشترى (3 سراويل) دفعة واحدة، وضع اثنين منها في الشنطة، وقرر لبس (الثالث) في أقرب مناسبة، ولأنه لم يكن متعوداُ على ذلك، نسي السروال أثناء الاستحمام ولبس باقي الهدوم، وذهب ليرقص عند أهل السامري في إحدى الزواجات؟!
أبو زيد بدأ الرقص فعلاً، وهو يحاول الرفع عن ثوبه ليؤكد أنه (يملك المال)، ويرتدي السروال؟! ولكن أهل السامري (يغنون) وهم يتساءلون عن السر من رفع الثوب على غير العادة بترديدهم مع قرع الطبول: وش ذا يا أبو زيد؟! وأبو زيد يعتقد أنهم يسألونه عن (السروال الذي نسيه) ويجيب وهو يتمايل: وأثنين في الشنطة، أي أنني أملك (سروالين آخرين) غيره!
النظرية المستخلصة من هذه الطرفة، تؤكد التأثير الاقتصادي على امتلاك وشراء الملابس الداخلية، وهو ما توصلت إليه دراسة أمريكية حديثة نشرتها الـCNN مؤخراً مفادها: أنه كلما قل شراء الرجال (للملابس الداخلية) الجديدة، فإن هذا دليل على كساد اقتصادي قادم، وتنبؤ بسوء الأوضاع الاقتصادية، لأن أول قرار للتقشف أثناء الصعوبات المالية، سيطال هذه (المستلزمات الرجالية) فوراً!
بإمكانك أيضاً أن تقيم وضعك الاقتصادي بعد مصاريف رمضان مبكراً، بتطبيق (النظرية الأمريكية) وتسأل نفسك: هل ستشتري (ملابس داخلية) للعيد القادم؟!
الحق على (أبو زيد).. وجمعة مباركة!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com