|
استأجر لص غرفة في فندق، وبقي أياماً يؤمل أن يسرق شيئاً يسدد منه أجرة النزل، فلما طال به ذلك، رأى الفندقي يرتدي معطفاً جديداً فاخراً، ويجلس أمام بابه، فجلس اللص إلى جانبه، وأخذ يحادثه، فلما بدأ الحديث يفتر، تثاءب اللص ثؤباء فظيعة، وعوى كما يعوي الذئب.
فقال الفندقي: لم تعو هكذا؟ قال اللص: إني مخبرك عن ذلك ولكني أبادر فأسألك أن تمسك بثيابي، فإني أنوي أن أتركها بين يديك، إنني لا أدري يا سيدي متى اكتسبت عادة التثاؤب هذه، وهل ابتليت بنوبات العواء جزاءً وفاقاً على جرائمي، أو لسبب آخر، ولكنني أعلم أنني حينما أتثاءب للمرة الثالثة، أتحول ذئباً ضارياً، وأهجم على الناس في عنف. وحين قال ذلك، اعترته ثؤباء ثانية، وأخذ يعوي كالذئاب كما عوى أول مرة. وسمع الفندقي قصته ووعاها، وصدق ما قاله، فانزعج انزعاجاً شديداً، وقام من فوره يحاول أن يفر، فأمسك اللص بمعطفه، وسأله أن يبقى.
وقال: أرجو أن تمسك بثيابي وإلا مزقتها في هياجي عندما أتحول ذئباً. ثم تثاءب الثؤباء الثالثة، وأخذ يعوي كالذئب في الفضاء، فخاف الفندقي أن يهجم عليه، فترك معطفه الجديد في يده، وجرى إلى الفندق مسرعاً يلتمس النجاة. فانطلق اللص بمعطفه الجديد، ولم يرجع إلى الخان ثانية.
***
رسوم
1. أيمن ماهر الصباغ 12 سنة
“أستأجر لص غرفة في فندق”
2. كرستين رمزي دلل 12 سنة
“فكر اللص بسرفة شيء ما”
3. جود نبيل طرزي 12 سنة
“جلس اللص بقرب الفندقي”
4. ماريا عصام عكاوي 12 سنة
“عوى اللص كالذئب”
5. تارا مازن عبود 12 سنة
“أمسك اللص بالمعطف”
6. لين ميشيل عواد 12 سنة
“تثاءب اللص وأخذ يعوي كالذئب”