في غرة شهر رمضان المبارك لعام 1434هـ انتقل إلى رحمة الله الأستاذ المربي والأديب راشد بن محمد الحمدان بعد معاناة مع المرض وكانت فاجعة وفاته أحدثت صدمة في الوسط التعليمي والأدبي والرياضي لأنه يمثل قامة استثنائية باعتباره عاصر التعليم في عهد الملك سعود رحمه الله في معهد العاصمة النموذجي (معهد الأنجال) وقد تتلمذ على يديه الكثير من الأمراء والطلاب الذين ينتسبون لأسر مختلفة وكان محل تقدير وإعجاب من طلابه، وأذكر في هذه المناسبة موقفاً لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رحمه الله عندما حاول أحد الرياضيين التطاول على الأستاذ المربي راشد الحمدان نتيجة لتحليله لإحدى المباريات الرياضية فرد سموه على ذلك الرياضي من خلال الصحف المحلية وقال إن هذا أستاذي أكن له كل احترام وتقدير.
وتمضي الأيام وتكون محطته الأخيرة الوظيفية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب مديراً للأندية الأدبية وقد سبق أن عمل في وزارة الزراعة بعد تركه التعليم ووسط هذه الوظائف التي عمل فيها لم يغب عن باله ممارسة الكتابة في الصحف السعودية ولا سيما في جريدة الجزيرة في زاويته شماريخ كذلك اهتمامه بالشأن الرياضي حيث كان يقوم في فترات سابقة بتحليل بعض المباريات في الدوري المحلي، أيضاً قدم للمكتبة السعودية بعض مؤلفاته: 1- أنماط فكرية 2- شماريخ, مجموعة قصص أيضاً له ارتباط بمسقط رأسه مدينة المجمعة التي يعشقها حيث يمضي أيام الربيع والأمطار والعطل الرسمية فيها ويحرص على التواصل مع أصدقائه وزملائه في هذه المدينة، ولم يتوقف عند ذلك فيحرص على الاطلاع على الأنشطة والفعاليات التي تقام فيها وخصوصا نادي الفيحاء أما على الصعيد الوطني فله علاقة قوية مع بعض الأمراء في هذه البلاد ولا سيما أبناء الملك فهد تربطه بهم صداقة ود واحترام كذلك يحظى باحترام وتقدير من ولاة الأمر في هذه البلاد وخصوصاً صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الذي وقف معه أيام محنته المرضية وعمد الجهة المختصة بالاهتمام بوضعه الصحي حيث تم إرساله إلى بريطانيا للعلاج على نفقة الدولة أيضا الأستاذ راشد مجلسه لا يمل فهو صاحب طرائف ونكت يداعب زملاءه ومحبيه بها ويحاول أن يصبغها بلهجته المجمعاوية التي يحبها ولا تغب عن باله كما أسلفت كذلك يمارس بعض الهوايات قبل مرضه فهو يحرص على الزراعة ويمارسها في استراحته الخاصة التي تذكره بالفلاحة أيام زمان وأيضاً يهتم برياضة المشي وقبلها عندما كان نشيطاً يمارس لعبة كرة القدم مع زملائه ولاعبي الأندية السابقين. رحمك الله يا أبا محمد وأسكنك فسيح جناته وألهم أبناءك محمد وعبدالعزيز وسعود وعبدالله وخالد وبناتك أمل ومشاعل وزوجتك كذلك أخاكم الأستاذ صالح وأبناءه محمد ورياض وعبد المحسن الصبر والسلوان وإنا لله وأنا إليه راجعون وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
mid@abegs.org