|
برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، يعقد اليوم السبت مجلس أمناء المؤسسة اجتماعه الثامن عشر بقصر الخالدية بمحافظة جدة.
وفي تصريح صحفي لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز أمين عام المؤسسة، أعلن عن تجاوز العديد من التحديات التي واجهتها المؤسسة، كان أصعبها تصور البعض أن رحيل « سلطان الخير» قد يعيق استمرار هذه المنظومة المتفردة من العمل الخيري والتنموي، خاصة في ظل التصاعد المضطرد في حجم ميزانية إنجاز وتشغيل برامجها الخيرية، وأيضاً تعدد واتساع أنشطتها وتنامي دورها مع غياب مؤسسها وراعيها وداعمها
وأضاف الأمير فيصل « ان ما شهده العام المنصرم من نجاح متفوق أكد ريادة هذه التجربة على صعيد العمل المؤسسي الناضج القائم على ثوابت ومقومات تتسم بالمنهجية العلمية والاستقرار».
وذكر الأمين العام للمؤسسة أنه خلال الفترة الماضية شهد أداء المؤسسة نقلات نوعية شملت كافة برامجها ومنها:
- المساهمة الفاعلة في بناء الإنسان عبر الاهتمام بدعم البحث العلمي والتعليم المتخصص والمنح البحثية.
- تطوير منظومة الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية.
- تبني قضية الإعاقة والتصدي لأسبابها وتحجيم آثارها وتوفير رعاية متكاملة للمعوقين.
- إحداث نقلة في التنمية المجتمعية من خلال برنامج الإسكان الخيري، وتطوير مؤسسات العمل الخيري، ودعم الأبحاث والمؤتمرات والإصدارات العلمية.
- تسخير التقنية في مشروعات خدمية وتنموية.
- مساندة جهود الدولة في التواصل الحضاري، والعمل على تصحيح الصورة الذهنية عن المملكة والعالمين العربي والإسلامي.
وأفصح سموه عن توجه المؤسسة لتبني عدة خطط لتوسعة وتطوير برامج الرعاية الصحية التي تقدمها مدينة سلطان بن عبد العزيز الإنسانية، خاصة بعد النجاح الكبير الذي تحقق العام الماضي وتوج بحصول المدينة على إشادة منظمة اعتماد منشآت التأهيل الدولية (Carf) بمستوى الرعاية وجودة الخدمات التي تقدم للمرضى. كما تلتزم المدينة بتطبيق معايير الهيئة الدولية المشتركة لاعتماد المستشفيات ((JCI، ومعايير هيئة اعتماد مرافق التأهيل الأمريكية (Carf). الأمر الذي عزز مكانتها كمركز عالمي في تقديم خدمات تأهيلية عالية الجودة.
ومما يذكر أن تقرير أداء المؤسسة للعام المنصرم أشار الى أنه على صعيد محور الرعاية الصحية، ظلت مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية تتبوأ موقعها الرائد كماً ونوعاً، بل شهدت نقلة توسعية تتواكب مع مساحة الثقة التي تحتلها داخل وخارج المملكة، وأيضاً حجم الإقبال المتصاعد على خدماتها، حيث رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس مجلس الأمناء تدشين عدد من المرافق التطويرية بالمدينة، ومنها توسعة المبنى رقم (7) والمبنى رقم (8) (مباني التنويم) لتصل الطاقة الاستيعابية للمدينة إلى (400) سرير. ويضم المبنيان أربعة أقسام تنويم متخصصة في برامج تأهيل الدماغ، تأهيل إصابات الحبل الشوكي، تأهيل إصابات السكتات الدماغية. كما ضمت التوسعة تدشين المركز الترفيهي الرياضي، وتدشين الإسكان العام لمنسوبي المدينة (العزاب)، كما تم الاحتفال بوضع حجر الأساس للمرحلة الثانية من مشروع إسكان عائلات العاملين، واستكمالاً لمنظومة برامج المدينة تم الشروع في إنشاء مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز التخصصي للأطراف الصناعية، وهو خطوة متفرّدة لتوطين صناعة الأجهزة التعويضية المتطورة.
وفيما يتعلق بمحور التنمية الاجتماعية، رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، وبحضور رئيس مجلس أمناء المؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، توزيع وثائق التخصيص للمستحقين بمشروع الإسكان الخيري بالليث الذي شمل مائتي (200) وحدة سكنية وبلغت تكلفته إنشاءً وتأثيثاً سبعة وسبعين مليوناً وتسعمائة ألف ريال، كما أمر رئيس مجلس الأمناء بإنشاء مسجد يتسع (400) مصلٍّ وقد بدئ العمل في إنشائه.
وفي تبوك أعلنت اللجنة المشكّلة من المؤسسة وإمارة منطقة تبوك، عن الانتهاء من اختيار الأسر المستحقة لوحدات المرحلة الثانية من مشروع الإسكان الخيري الذي أقامته المؤسسة في منطقة تبوك والبالغ عدد وحداتها (250) وحدة سكنية، موزعة على تسعة مواقع مختلفة في المحافظات والقرى التابعة للمنطقة.
وفي حائل قطعت أعمال الإنشاء في مشروع الإسكان الخيري الذي يضم (50) وحدة سكنية شوطاً كبيراً، وتضمنت هذه المرحلة إنشاء مسجد جامع يتسع لنحو ألف مصلٍّ، لتكتمل بذلك منظومة خدمات المشروع، بحيث جعلت منه بيئة اجتماعية حضارية متطورة شملت المرحلتين الأولى والثانية من مشاريع الإسكان الخيري بمنطقة حائل والبالغ عددها (150) وحدة سكنية مؤثثة، إضافة إلى مسجد جامع ومبنى للجمعية الخيرية بالحائط.
وبهذا تكتمل برامج المؤسسة للإسكان الخيري التي شملت سبعاً من مناطق المملكة بإجمالي 1246 وحدة سكنية، بلغت تكاليف إنشائها وتأثيثها ما يقرب من 400 مليون ريال.
وتعزيزاً لدور المؤسسة التنموي، وفي إطار ريادتها في تبني قضايا وطنية لها الأولوية، وجّه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه، بأن تكون الجائزة ضمن برامج المؤسسة اعتباراً من دورتها القادمة، الأمر الذي يمثِّل صفحة جديدة في دور المؤسسة التنموي ليس فقط على الصعيد المحلي، بل أيضاً لخدمة قضايا تتعلّق بالإنسان والتحديات التي تواجهه على مستوى العالم، منها قضايا اجتماعية، وإنسانية وثقافية وتعليمية.
وفي إطار جهود المؤسسة على صعيد الاهتمام بالعلم والمعرفة ضمن محور بناء الإنسان، يتواصل برنامج، المنح الدراسية، ومساندة المؤسسات العلمية والتعليمية، والكراسي العلمية بصورة متجددة، وبات المئات من المستفيدين من البرنامج يمثِّلون إضافة متميزة للقوى البشرية الوطنية المتخصصة في مجالات نادرة، ولبوا احتياجات حيوية في سوق العمل، كما تعددت الأكاديميات ومراكز الأبحاث والجامعات التي كانت ولاتزال شريكة للمؤسسة في هذا البرنامج، وواصلت المؤسسة تقديم الدعم للعديد من الجهات العلمية وعززت برنامجاً للكراسي العلمية، بالتعاون مع عدد من الجامعات في مقدمتها جامعة الملك سعود بالرياض، كما استفادت الجامعة من اتفاقية التعاون المبرمة بين المؤسسة وجامعة ميزوري للعلوم والتقنية الأمريكية، حيث تم عقد اتفاقية شراكة تعليمية تشمل برامج للدراسات العليا والتبادل المعرفي ونقل التقنية، لكي تكتمل منظومة تعاطي المؤسسة مع محور التنمية العلمية وبناء الإنسان، كما حققت المؤسسة حضوراً فاعلاً في مجال دعم الإصدارات العلمية وتبني إعداد وطباعة العديد من الموسوعات التي أثرت المكتبة العلمية العربية.
وعلى صعيد استثمار التقنية في خدمة الإنسان، برز دور برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (مديونيت) في تحقيق رؤية ورسالة المؤسس رحمه الله، من خلال دعم وتنفيذ العديد من المشاريع ذات الأهداف الوطنية والتطويرية للبنى التحتية وقطاعات التعليم والصحة في المملكة العربية السعودية؛ وذلك بتوطين أحدث وأنسب التقنيات وتنفيذ العديد من المشاريع والبرامج التقنية الإستراتيجية والحساسة في مختلف القطاعات، وبخاصة القطاعان التعليمي والصحي، مما أسهم في تسهيل حياة المستفيدين من تلك الخدمات وتطوير ورفع شأن المملكة عالياً على المستوى العالمي خاصة في القطاعين الصحي والتعليمي. وقد ركز البرنامج خلال الفترة الماضية على تنفيذ خطة لتطوير أعماله الإستراتيجية والتي ستحقق للبرنامج تنمية مستدامة على مدى الأعوام القادمة وتسهم في تفعيل أدواره الوطنية.
وتتويجاً لوفاء المجتمع لدور المؤسسة، وما تحظى به من ثقة ومصداقية لدى كافة القطاعات، أطلقت وزارة التربية والتعليم اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - على مركز الخدمات المساندة للتربية الخاصة التابع للوزارة في مدينة الرياض، والذي سيقدم خدمات التشخيص والعلاج وتدريب العاملين في القطاع التعليمي، وقد رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مناسبة تدشين إطلاق اسم سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - على المركز.
ومن جهتها بادرت جمعية الأطفال المعوقين بإطلاق اسم فقيد الوطن الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - على القسم الطبي بمركز رعاية الأطفال المعوقين بمنطقة عسير.