|
في عام 2004 انتخب السعوديون للمرة الأولى في تاريخ المملكة نصف أعضاء مجالسهم البلدية، وفي العام نفسه أصدر الوالد الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أمره الكريم بإنشاء (مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني)، ثم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه ومتعه بالصحة والعافية- استمرت المسيرة المباركة، فقام حفظه الله برعاية لقاءات الحوار الوطني في مدن المملكة التي ناقشت جميع القضايا التي تمسّ المواطنين وآمالهم وتطلعاتهم إزاءها.
ثم أصدر أمره الكريم بإشراك النساء شقائق الرجال في الترشيح والانتخاب اعتباراً من الدورة القادمة في انتخابات المجالس البلدية، كل هذه العناية من الوالد والقائد والمعلم الملك عبدالله -حفظه الله ورعاه- تعطي دلالة واضحة على حبه واحترامه وتقديره للمواطن السعودي، هذا الحب الذي لا يحتاج إلى دلائل أو إثباتات، ففي كل خطاب لجلالته تتنوع موضوعات الساعة، لكن يظلّ الشعب السعودي هو المحور الأساسي الثابت في كل الخطابات وتأكيده الدائم -أيده الله- على أهمية الاعتداد برأي هذا الشعب المخلص لوطنه ولقيادته وتفعيل المشاركة الشعبية في القنوات الانتخابية آنفة الذكر وغرس ثقافة الرأي والرأي الآخر بين أبناء الوطن الواحد من شماله إلى جنوبه ومن ساحله الشرقيّ إلى ساحله الغربيّ يداً واحدة تبني وتنتخب وتشدّ يدها بيد قيادتها، من هذا المنطلق تأتي الأندية الرياضية كجزء من نسيج مؤسسات المجتمع المدني السعودي ولأبناء تلك الأندية الحق في تقرير مصيرها والمشاركة في صنع القرار.
نادي الهلال النادي الرمز في تاريخ الرياضة السعودية وصاحب المبادرات والأولويات التي تفتح الباب على مصراعيه دائماً لمصلحة الأندية الأخرى كما حدث في موضوع رفع سقف قيمة عقود الشركات الراعية للأندية السعودية يبقى بيئة مناسبة لممارسة الانتخابات بصورة ناجحة، فجميع أدوات النجاح متوفّرة ليبدأ الهلال عصراً جديداً في تاريخ الأندية الرياضية ويشعل الضوء الأخضر للمشاركة الجماهيرية لأجل صنع مستقبل الفريق منطلقين من رؤية راسخة تترجم الرغبة السامية الكريمة التي تنحاز دائماً وأبداً للمواطن، هذا الشعور الحقيقي دفعني للتغريد عبر (تويتر) قبل أشهر عن أمنيتي بمشاهدة أجواء انتخابية تسود الأندية الرياضية ثم نشاهد عناوين الصحف البارزة التي تشيد بهذه الانتخابات واستشهدتُ بنادي الهلال الذي ينتظر مشجعوه عناوين بالخط العريض كهذا العنوان: (المدرج الهلالي الكبير ينتخب!) مثلاً، أو: (الهلاليون يقرّرون مصير فريقهم)، خصوصاً في هذا الوقت الذي بات فيه صوت الجمهور ضرورياً وحتمياً لأن قَدَر الهلال بأن يكون نادياً جماهيرياً، فلولا جماهيره لما تسابقت كبرى الشركات لتخطب ودّه فيما الأندية الأخرى تلجأ للتكتلات للظفر باستثمارات بالكاد تغطّي مصاريف الفريق.. تأتي أهمية إشراك جمهور الهلال في انتخاب مجلس إدارة يُسيّر النادي لتتناغم مع مكانة جماهيره التي يُضرب بها المثل في الكثرة والفعالية هذا الجمهور يريد سنّ قانون للانتخابات الرئاسية وفق فترة زمنية محدّدة وعلى ضوء تلك الفترة يتم تقييم العمل وتُبسط السلبيات والإيجابيات بكل تجرد وحياد وهل تحقق ما تصبو إليه الجماهير أم لا؟.. وعليه تقرر هيئة أعضاء الشرف هل يتم التجديد لذلك المجلس أو انتخاب مجلس جديد؟.. أعتقد أنه بإمكان قيادات الهلال تنظيم أكبر انتخابات في تاريخ الأندية الخليجية وفق معايير معينة لخّصتها برؤية شخصية متواضعة وهي مجرد مقترحات قابلة للزيادة والتطوير والتعديل، المهم أن نشاهد حلم معظم الهلاليين واقعاً ملموسا يُحتذى وذلك عبر النقاط الآتية:
- طرح بطاقات عضوية للنادي في جميع مناطق المملكة والخليج تخوّل من يدفع رسومها المشاركة في التصويت.
- يقوم سمو رئيس هيئة أعضاء الشرف بتشكيل لجنة عُليا للانتخابات تتكون من 4 إلى 5 من كبار أعضاء الشرف وفريق من المختصين لفحص ملفّات المتقدمين للرئاسة.
- فتح باب الترشيح لرئاسة النادي بشرط تقديم المرشح (سواء كان فرداً أو قائمة) رؤية متكاملة مدعّمة بالدراسات والأبحاث وكيفية تنمية موارد النادي مع الهيكل الإداري المُقترح الذي يجب أن يكون من ذوي الكفاءات ويُفضّل أن يكون من المعروفين في المشهد الهلالي.
- التنسيق مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تحديد زمان ومكان الانتخاب.
- التنسيق مع وزارة الداخلية وأمراء المناطق بتحديد 13 موقعاً موزّعة على جميع مناطق المملكة لتسهيل عملية الانتخاب بالنسبة للمشجعين الهلاليين خارج منطقة الرياض.
- التنسيق مع وزارة الخارجية لفتح سفارات خادم الحرمين الشريفين في دول مجلس التعاون في يوم الانتخاب لجميع الناخبين الهلاليين.
- فرز الأصوات بحضور عدة جهات محايدة.
- إعلان النتائج وتحديد فترة معينة لمن لديه طعن فيها ثم إقرار النتيجة النهائية بفوز القائمة أو المرشح.
- إقرار اجتماع دوري لمجلس الإدارة المُنتخب كل شهر واجتماع آخر لهيئة أعضاء الشرف مع مجلس الإدارة كل 3 أشهر لبحث مستجدات النادي عموماً والفريق الأول لكرة القدم على وجه الخصوص.
لن أسهب في الحديث عن الإيجابيات التي سوف تترتب على إجراء تاريخي كهذا ولكن يبقى السؤال هل سنراه على أرض الواقع في المستقبل المنظور؟! أتمنى ذلك، وعلى دروب الخير دوما نلتقي.
- محمد السالم